أبلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لادارة عمليات السلام جان بيار لاكروا خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع وفد ضم، قائد "​اليونيفيل​" في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان "​لبنان​ متمسك ببقاء "اليونيفيل" في جنوب لبنان لتطبيق ال​قرار 1701​ بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي بكل مندرجاته".

وأشار عون الى ان "المحافظة على ​الاستقرار في الجنوب​ امر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور "اليونيفيل" أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار"، لافتا الى ان "التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز"، معربا عن امله في ان "تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من ان توفر التمويل اللازم لعمل "اليونيفيل" كي لا تتأثر سلبا القوات الدولية العاملة في الجنوب"، لافتا الى ان "لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه".

وشدد الرئيس عون على ان لبنان "يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة الى وقف الاعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم".

من جهته، اكد لاكروا ان "اليونيفيل" مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة"، لافتا الى ان "طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من ​الأمم المتحدة​ والدول الأعضاء في مجلس الامن وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور "اليونيفيل" ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل الى اتفاق في هذا الصدد قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر اب المقبل".

وشدد على ان "الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل "اليونيفيل" لا سيما وان التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام".

وفي نهاية الاجتماع، منح الرئيس عون الجنرال لازارو وسام الأرز الوطني من رتبة كوموندور، تقديرا للدور الذي لعبه خلال توليه قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب، لمناسبة انتهاء مهامه وقرب مغادرته لبنان.

وقال الرئيس عون للجنرال لازارو خلال تعليق الوسام، "ان لبنان رئيسا وشعبا يقدر كل ما بذلته خلال قيادتك لليونيفيل على رغم الظروف الصعبة التي مر بها لبنان عموما وجنوبه خصوصا. لقد واجهتم كل الصعاب وكل الحروب وكنتم دائما الى جانب الجيش اللبناني".

هذا، وشهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات وزارية وسياسية تناولت الأوضاع العامة في لبنان وتطورات المنطقة.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون وزير الثقافة غسان سلامة واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة ولا سيما منها التصعيد بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتداعياته على المنطقة.

واستقبل الرئيس عون النائب وائل أبو فاعور وعرض معه الأوضاع العامة ومواضيع محلية وإقليمية.

كما استقبل الرئيس عون النائب غسان سكاف و اطلع منه على أجواء جولته في الولايات المتحدة الأميركية. وبعد اللقاء، قال النائب سكاف: "علينا ان نعلم اننا دخلنا في عصر جديد. وبخصوص الحرب الإسرائيلية الإيرانية، فان الساعات والأيام المقبلة ستقرر الاتجاه اما الى ضبط الأمور او الذهاب الى مواجهة شاملة".

وأضاف "بحثت مع رئيس الجمهورية الوضع العام في البلاد ونحن نعلم انه بالرغم من الدعم التاريخي الأميركي لإسرائيل، فإن ال​سياسة​ الأميركية -الإسرائيلية ليست واحدة وهناك تباين بين السياستين، وسلوك الدول هو الذي يقرب او يباعد بينهما. إن اميركا على سبيل المثال لم تكن تريد الذهاب الى حرب شاملة انما اجبار ايران على العودة الى طاولة المفاوضات تحت النار، وهي لا تزال لا تريد اسقاط النظام فيها دون استحضار بديل جدي، وتنظر الى الأمور من زاوية مختلفة لان جغرافية وجيوسياسية ايران في وسط آسيا تحتم بقاءها في هذه المنطقة".

وختم:" هناك توافق مع الرئيس على ضرورة تحييد لبنان عن الجحيم الذي يلف المنطقة والقرار العاقل الذي اخذه حزب الله حتى الان هو موضع ترحيب، فالمصلحة اللبنانية اليوم تقوم على عدم توريط لبنان".

والتقى رئيس الجمهورية رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، وعرض معه التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية، وتداعيات الحرب الإسرائيلية - الايرانية على دول المنطقة بشكل عام، والجهود التي تبذلها الدولة لتجنيب لبنان التأثيرات السلبية لهذه الحرب.

كما تم البحث ايضا في الأوضاع العامة على الساحة اللبنانية.

واستقبل الرئيس عون السفير الألماني في لبنان السيد KURT-GEORG STOECKL- STILLFRIED يرافقه العقيد KAI ZIMMERMANN واطلع منهما على المساعدات التي قدمتها المانيا للجيش اللبناني والتي تشمل معدات للقوة التي ينوي الجيش ارسالها الى الجنوب وأخرى تتعلق بنزع الألغام وأجهزة للحماية ومعدات لوجستية أخرى، إضافة الى افران الخبز التي يتم تجهيز ثكنات للجيش بها.

وشكر الرئيس عون السفير الألماني على المساعدة وعرض معه الأوضاع الراهنة في ضوء الصراع الإسرائيلي -الإيراني وتداعياته، وموقف لبنان من هذه التطورات. كما تطرق البحث الى دور "اليونيفيل" في الجنوب في ضوء تمسك لبنان ببقائها واجراء الاتصالات لتوفير التمويل اللازم لها.

وفي قصر بعبدا، استقبل الرئيس عون وفدًا من عائلة المرحومة نهاد الشامي ضم ابنها عصام، وابنتها ريما الشامي زيادة والسيد بشير افرام مع وفد من محطة "تلي لوميير" ضم رئيس مجلس الإدارة المدير العام الأستاذ جاك كلاسي والسيدة جوزفين ضاهر والسيدة ماريا دا سيلفا الغول، وذلك في زيارة شكر للرئيس عون والسيدة الأولى نعمت عون على مواساتهما العائلة بوفاة المرحومة نهاد.

وقالت ابنة الفقيدة خلال اللقاء: "نحن بنات وأبناء سمعان ونهاد الشامي نتقدم من فخامتكم ومن السيدة الأولى باسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل لما قدمتموه من دعم معنوي كبير لنا بفقدان والدتنا الحبيبة والتي هي ليست امنا وحدنا بل كانت اما للعديد من اللبنانيين في هذا الوطن ولابنائه في الانتشار خلال 32 سنة بعد اعجوبة شفائها. ان تعزيتكم ومشاركتكم حزننا من خلال ارسال ممثل عنكم النائب سيمون ابي رميا قد ادخل الرجاء الى قلوبنا بأن هذا الوطن محروس بشفاعة مار شربل وبقيادتكم الحكيمة على رأس الدولة. وإذ نشكركم مجددا نطلب من الله بشفاعة مار شربل والصلوات التي كانت تصليها والدتنا لاجل لبنان ان يحميكم الله ويحيطكم بنعمة السلام والأمان لاتمام رسالتكم الوطنية".

وشرح الاستاذ كلاسي ما تعده "تلي لوميير" من برامج وثائقية حول حياة الراحلة نهاد الشامي وعلاقتها مع القديس شربل إضافة الى مواكبتها لها خلال حياتها.