أكّد رئيس الحكومة نواف سلام، في كلمة خلال رعايته مؤتمر "البيئة البحرية في لبنان" الذي انعقد في السراي الحكومي، أن البحر اللبناني يشكّل حجر أساس في حاضر لبنان ومستقبله، قائلاً: "إن بحرنا ليس مجرد فسحة زرقاء تفصلنا عن العالم، بل هو مساحة حيوية تربطنا به، وهو امتداد لتاريخنا ولهويتنا ولذاكرتنا الجماعية".
وأشار سلام إلى أهمية البحر في تكوين لبنان منذ العصور الفينيقية، حيث مثّل نافذة لما وراء البحار ومصدرًا للحركة الاقتصادية والثقافية، مشددًا على أنّه ما زال حتى اليوم مصدر عيش لآلاف العائلات اللبنانية. وحذّر من أن البحر "يئنّ تحت وطأة التلوّث والتغيّرات المناخية والتعديات البشرية"، داعيًا إلى تحمّل المسؤولية في حماية هذا النظام البيئي الغني والدقيق.
وأكد سلام التزام لبنان "الصريح والعميق بالحفاظ على بيئته البحرية وصون تنوعها البيولوجي"، مشيرًا إلى مشاركة لبنان في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات عام 2025، حيث مثّلت وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين فخامة رئيس الجمهورية، وشاركت إلى جانب أكثر من 120 دولة في تجديد الالتزام الدولي بحماية البحار والمحيطات، وتفعيل الجهود العلمية وتعزيز التعاون الدولي وتوفير آليات تمويل عادلة للدول النامية.
وأعلن سلام توقيع لبنان على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي خارج نطاق الولاية الوطنية، واصفًا إياها بـ"الإنجاز الهام على مستوى حماية ثلثي محيطات العالم من الاستغلال غير المنضبط"، ومشدّدًا على أنها تمثل "ترجمة فعلية للرؤية التي يحملها لبنان تجاه قضاياه البيئية".
كما توجّه بالشكر إلى وزارة البيئة والوزيرة تمارا الزين على جهودها في دفع الوزارة نحو الإصلاح والحوكمة الرشيدة، لا سيما في إطار التحضير لتوقيع لبنان على الاتفاقية.
وختم سلام بالتأكيد على أن حماية البحر "قضية وطنية جامعة، تتطلب تكامل القرار السياسي مع البحث العلمي والمبادرة المحلية"، داعيًا إلى "الاستمرارية والشراكة والمسؤولية" في هذا المسار، وقال: "فلنحافظ على بحرنا الذي ولدنا وترعرعنا على شواطئه، ونحيا بفضل خيراته، ونحلم بأن نورثه لأبنائنا أنقى مما ورثناه".