تزايد التركيز السياسي والإعلامي اللبناني على ملف سلاح "حزب الله"، والمطالبة بنزعه فوراً من دون استمهال او اتفاق، وطرح عرضه على طاولة مجلس الوزراء بعد الانتهاء من مراسم عاشوراء. وتبيّن لـ"النشرة" ان اسباب الحملة الداخلية حول نزع سلاح الحزب تعود إلى ما يلي:
اولاً، طالبت الولايات المتحدة الاميركية لبنان بسرعة حل ملف السلاح، وعدم الانتظار، بل مواكبة المستجدات الاقليمية، للإلتحاق بركب المسار الاقليمي السلمي. لذلك جاء كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن دعم لبنان مستقبلاً. لكن واشنطن تفضّل الحلول التسووية، كما طرح سفيرها توم بارّاك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت.
ثانياً، رفعت إسرائيل من سقف تهديداتها التي وصلت إلى لبنان عبر عواصم غربية: لنزع سلاح حزب الله فورا، تحت طائلة توسيع مساحة الاستهدافات العسكرية، ونزع ما تبقى منه بالقوة والتدمير.
ثالثاً، طالبت عواصم عربية الحكومة اللبنانية ببت أمر سلاح الحزب، قبل القيام بخطوات خليجية داعمة اقتصاديا وسياسياً للدولة اللبنانية.
رابعاً، جاءت المواكبة الاميركية للمعركة التي جرت إسرائيل وايران، ونتيجتها، لترفع من دور الاميركيين في الاقليم، مما يعزّز من مطالب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالحلول التسووية في الشرق الاوسط.
خامساً، تتعاطى قوى سياسية لبنانية مع "حزب الله" على انه وايران خسرا الادوار الاقليمية، خصوصاً بعد الحروب الاسرائيلية في كل من غزة ولبنان وايران.
سادساً، ينطلق خصوم الحزب في لبنان من قاعدة تغيّر النظام السوري، على انه سبب كاف لعدم قدرة "حزب الله" على النهوض العسكري مجدّداً، بعد خسارته الامتداد الجغرافي، وتحوّل سوريا إلى عدو للحزب.
سابعاً، تريد قوى سياسية لبنانية احراج رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي كان اعتمد خطوات سياسية حوارية، لتنفيذ عنوان حصر السلاح، وتحقيق استراتيجية الامن الوطني.
وتقول مصادر مطلعة لـ"النشرة" ان كل ذلك لن يؤدّي إلى حل سريع لملف سلاح الحزب، الاّ وفق خطوات تبدأ بإجبار الاميركيين اسرائيل، بالانسحاب من جنوب لبنان، من التلال الخمس والنقاط ١٣، وتطبيق تل ابيب للقرار الدولي 1701، على ان يدخل لبنان في مسار ترتيب ملف السلاح، بعيدا عن الصخب السياسي والإعلامي.
وبحسب معلومات "النشرة" فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يُركّز على تلك المعادلة، لا يهتم عملياً لكل الحملات الداخلية، بل يجد الحل في توافق لبناني تتبلغه واشنطن، حول أولوية انسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها واحترام سيادة لبنان، على ان تدخل الدولة اللبنانية في مسار الحلول الوطنية التي تحصّن لبنان، انطلاقاً مما كان طرحه رئيس الجمهورية جوزاف عون.
وعلى هذا الاساس، يتفهّم الاميركيون هذه المعادلة، وهم اقترحوا على الاسرائيليين الاستعداد للانسحاب من لبنان بالتوازي مع بدء السير اللبناني بملف حصر السلاح فيه، ليكون ذلك اساس الحل.