خلال إطلاق الحملة الوطنية للحد من خطر حرائق الغابات في مقر المجلس الوطني للبحوث العلمية في بيروت، شدّد وزير الزراعة نزار هاني على أن "الوقاية لم تعد خيارًا، بل أصبحت واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا"، معتبرًا أن الحملة تُطلق "ليس فقط كإجراء سنوي بل كموقف وطني واستراتيجية دائمة"، لأن "الغابة ليست مجرد غطاء أخضر، بل منظومة متكاملة تُعدّ جزءًا من الهوية البيئية والثقافية"، محذرًا من أن "كل دقيقة تأخير في الاستعداد، قد تتحول إلى ساعات من اللهب والخسائر".
وأشار إلى أن الحملة تقوم على تنظيف الأحراج، وإنشاء شبكات إنذار مبكر، وتطبيق القوانين بحق المخالفين، وتعزيز دور البلديات، مؤكدًا أن "الغابة لا تحترق وحدها، إنما تحترق معها الذاكرة والهوية"، وختم بالدعوة إلى اعتبار الوقاية من الحرائق "مسؤولية وطنية ومجتمعية".
من جهتها، شددت وزيرة البيئة تمارا الزين على أن الحملة "تتكامل مع مشروع إدارة مخاطر حرائق الغابات"، وأكدت أهمية "الجهود التشاركية" بين الوزارات والمجتمع، معتبرة أن الحريق "لا يندلع من تلقاء ذاته بل نتيجة فعل عن جهل أو قصد، وفي الحالتين يجب أن تكون هناك محاسبة".
وقدّمت الزين أرقامًا تظهر ارتفاع عدد الحرائق من 4264 في 2023 إلى 6365 في 2024، مع تسجيل أكثر من 466 حريقًا حتى منتصف تموز، محذرة من "شح المتساقطات" وتداعياته على الزراعة والبيئة والسياحة. وانتقدت "بعض الممارسات الخاطئة" في التشحيل والتشجير، ودعت إلى "الوعي والتنبه من الأحداث المناخية المتطرفة"، خاتمةً بكلمة: "ما تلعب بالنار".