لفت راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي في كنيسة مار الياس في المريجة، إلى أنّ "الشّكر لله الثّالوث الآب والابن والرّوح القدس الّذي يجمعنا معًا في هذا الوقت، لنحتفل بالفرح وبالرّجاء بعيد القديس إيليّا النبي. الشّكر لله الثّالوث الحاضر دومًا في حياتنا ليعزّينا في حزننا وشقانا، وليشجّعنا في الضّيقات والمِحَن وليمنحنا ذاته، فنتحوّل به إليه ونصير علامات على حبّه لكلِّ إنسان، مهما كان دينه أو جنسه أو لونه أو حاله"، داعيًا إلى أن "نتأمّل في حياة هذا النّبي العظيم، لنستخلص منها العبر لحياتنا نحن في هذه الأيّام الّتي نقلق فيها على مستقبلنا ومستقبل أولادنا من بعدنا".
وأشار إلى أنّ "كثيرين هم الّذين لا يذكرون ولا يتذكّرون من حياة نبينا إلّا العجائب الّتي صنع، وجرأته في مواجهة الملك آحاب، وقتله لكهنة الإله بعل. وقليلون هم الّذين يتحدّثون عن قلقه وخوفه وهربه من أمام وجه الملكة إيزابل. وأقل هم الّذين يذكرون تردّده وأسئلته إلى الله وحتّى يأسه".
وركّز عبد السّاتر على أنّ "ما يميّز النبي إيليّا وما يجعله عظيمًا ليست فقط جرأته وغيرته وقوّته. ما يجعله نبيًّا لا يُنسى وشفيعًا لعدد كبير من النّاس، هو ثباته في الله على الرّغم من المِحَن والضّيقات والخوف. ما يجعله مميّزًا هو إيمانه الثّابت بالله مخلّصًا وأمينًا لوعوده، على الرّغم من الاضطهاد ومن بقائه لوحده في مواجهة بعل وأتباعه".
وذكر أنّ "إيليّا كان يدرك ضعفه ومحدوديّته، وأنّه من دون الله لا يستطيع شيئًا، لذلك بقي مرتبطًا به مصغيًا إليه وطائعًا له. وضع ذاته بين يدي خالقه وسار بهَديِه، ولو لم يفهم دومًا إرادة الله في حياته. وثق بباريه وأحبَّه في السرّاء والضرّاء، فرفعه الله على عربة النّار إلى قربه".
وتابع: "نحن مدعوّون إلى الثّبات على إيماننا بالربّ يسوع إلهًا ومخلّصًا ومنتصرًا على كلِّ موت. نحن مدعوّون إلى أن ننزع منّا الخوف أمام المِحَن والاضطرابات والضّيقات، لأنّ الله معنا وهو يحبّنا وسيحمل معنا بل عنا صليبنا. نحن مدعوّون إلى أن نثق بأنّه سيحقّق فينا ما هو لخيرنا حتّى ولو بدا بعيدًا أو غائبًا، وحتّى ولو صمت ولم يجب على تساؤلاتنا ولا استجاب لطلباتنا ولا تمّم أمانينا".
وللمناسبة أيضًا، احتفل عبد السّاتر بالقدّاس الإلهي، ليلة العيد، في كنيسة القدّيس في العباديّة. وبعد القدّاس الّذي خدمته جوقة الرعيّة، التقى أبناء الرعيّة وبناتها في صالون الكنيسة، في حضور رئيس البلديّة نزار أبو جابر وعدد من المشايخ من طائفة الموحّدين الدّروز.