اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على المحبة المتبادلة بين لبنان والبحرين، وعلى التوق لعودة السفارة البحرينية كاملة الى لبنان. وقال ان البلدين يتبادلان "دوما اغلى ما عندنا وهو انساننا وثرواتنا البشرية، ومع ذلك نطمح ونطمع باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا كما تعاوننا في شتى المجالات" وذلك لما فيه خير الشعبين ومصالح البلدين، وذلك خلال القمة اللبنانية- البحرينية التي عقدت بعد ظهر اليوم في قصر القضيبية في المنامة.
وكان الرئيس عون وصل الى القصر يرافقه رئيس بعثة الشرف وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الساعة الثانية عشرة والنصف حيث كان في استقباله ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في الباحة الخارجية. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية وعزف النشيدين الوطنيين اللبناني والبحريني واطلاق المدفعية ٢١ طلقة ترحيبا، انتقل الرئيس عون والملك حمد الى داخل القصر، حيث صافح الرئيس عون اعضاء الوفد البحريني، فيما صافح الملك حمد اعضاء الوفد اللبناني، ليعقدا لقاء ثنائيا انضم اليه فيما بعد، ولي العهد الامير سلمان بن حمد وابناء الملك اصحاب السمو الشيخ عبدالله، والشيخ ناصر، والشيخ خالد، ووزير الخارجية. كما انضم عن الجانب اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي والمستشار الخاص للرئيس عون العميد اندريه رحال.
وبعد الخلوة، دون الرئيس عون كلمة في السجل جاء فيه: "في هذا القصر التاريخي، أجريتُ محادثات أخويّة مثمرة مع أخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكّدت مرّة جديدة أن ما يجمع بين بلدينا وشعبينا، عميقٌ في وجداننا المشترك، وينطوي على تقدير متبادل ومحبة عزّزتها السنين والأيام. ولن ننسى يوماً وقوف مملكة البحرين الدائم إلى جانب لبنان في مختلف الظروف والمحن التي مرت به، واحتضانها لأبنائنا في ربوعها كأبناء لها. لي ثقة راسخة بأنَّ ما زرعناه اليوم في خلال لقائي مع جلالة الملك وعدد من المسؤولين في المملكة، سيكون له عظيم الأثر على تطوير علاقاتنا الثنائية، وتنسيقنا المشترك في القضايا التي تحقق مصالحنا العليا. كل التوفيق لمملكة البحرين الشقيقة في مسيرتها صوب التطور والازدهار، وأسأل الله تعالى أن يمدَّ ملكها بالصحة والخير".
بعد ذلك، عقدت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الى الوزير رجي والعميد رحال، القائمة بالاعمال السفيرة ميرنا الخولي ومستشارو الرئيس عون، جان عزيز، وروعة حاراتي ونجاة شرف الدين ومدير الاعلام رفيق شلالا.
اما عن الجانب البحريني، فحضر الى جانب ولي العهد وابناء الملك، ووزير الخارجية، وزير الداخلية الفريق اول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، ووزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة بن سلمان آل خليفة، ومستشارا الملك السيد نبيل بن يعقوب الحمر والسيدة هالة بنت محمد جابر الانصاري، وسفير مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية والمعتمد لدى لبنان السيد وحيد مبارك سيار.
وتوجه الرئيس عون بكلمة للملك البحريني قال فيها "في لحظة كهذه، نُدرك بأن بعض البلدان لا تُقاس بمدى جغرافيتها. بل بمساحاتِ الخير والحكمة في قلوب شعوبها وحكامها، فأنا اليوم رسمياً في البحرين، لكن أنا اليوم فعلياً، في محيط من المحبة للبنان، وهي محبة متبادلة رسمياً وفعلياً منذ كان لبنان وكانت البحرين".
اضاف: "تعلمون صاحب الجلالة بلا شك، بأن كل مواطن بحريني في بيروت، كما كل لبناني، هو سفير قلبي لكم في لبنان، لكننا نتوق لعودة سفارتِكم كاملةً، لتُزيِّنَ رايتكم عاصمتنا. وتعلمون طبعاً، بأننا نتبادل دوماً أغلى ما عندنا، وهو إنسائنا وثرواتنا البشرية، ومع ذلك نطمح ونطمعُ من أخوتكم، باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا كما تعاوننا في شتى المجالات، لما فيه خير شعبينا ومصالح بلدينا، فكل الشكر لكم صاحب الجلالة، ولكل المسؤولين معكم، ولشعب البحرين الشقيق على الدعوة وعلى أخوة الاستقبال والضيافة، وخصوصاً على كل الدعم للبنان قبل الزيارة وبعدها".
وفي خلال المحادثات، جدد الرئيس عون شكر الملك حمد على الدعم المتواصل للبنان في المحافل الاقليمية والعربية والدولية. وقال: "لن ننسى مساهمتكم ودعمكم بعد انفجار المرفأ وخلال جائحة كورونا والمساعدات التي قدمتموها للشعب اللبناني". وهنأ الرئيس عون الملك على انتخاب البحرين عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي "وهذا يدل على ثقة العالم بالتزام البحرين نهج السلام والتعاون بين الدول" . وهنا قال الملك للرئيس عون "سنكون في خدمة لبنان ومندوب البحرين في مجلس الامن هو ايضا مندوب للبنان ونتمنى دوام الاستقرار والهناء للبنان". ثم تابع الرئيس عون القول: "نتمنى ان نراكم في لبنان في اقرب فرصة ممكنة"، فيما اكد الملك حمد ان لبنان بلد جميل ورائع وشعبه طيب لكنه عانى كثيرا من حروب الاخرين على ارضه وشعبه خسر الكثير من ابنائه" لكننا نرجو ان يستعيد هذا البلد عافيته وان يعود كما كان نموذجا للامن والسلام والضيافة والمحبة". اضاف: "كان ابناء الخليج يذهبون الى اوروبا في اجازاتهم لعدم تمكنهم من الذهاب الى لبنان"، فقال الرئيس عون: "نأمل ان نراهم في لبنان". فرد الملك بالقول ان شاء الله، مستذكرا ان الكثير من ابناء البحرين درسوا في الجامعة الاميركية في بيروت وفي "هاي سكول"- برمانا، وفي الجامعة العربية وتولوا مناصب قيادية في اختصاصات مختلفة، وهم يخدمون بلدهم اليوم. وتحدث عن ذكرياته في لبنان، فاكد الرئيس عون ان عودة البحرينيين الى لبنان خصوصا بعد فتح السفارة سيكون موضع سعادة للبنانيين جميعا.
بعد ذلك، اقام الملك حمد مأدبة غداء على شرف الرئيس عون على انغام معزوفات لالحان لبنانية، شارك فيها اعضاء الوفد اللبناني المرافق والوفد البحريني الى جانب عدد من كبار المسؤولين البحرينيين.
وفي الختام، رافق الملك حمد الرئيس عون الى مدخل القصر الذي انتقل الى المطار عائدا الى بيروت.