أشارت مديرة الشؤون الإنسانية مع أطباء بلا حدود في الخليل، فريدريكه فان دونغن، الى أننا "نشهد في الوقت الحالي عمليات هدم متكرّرة للمنازل تنفّذها القوات الإسرائيلية التي داهمت قرى مسافر يطّا مرارًا وتكرارًا. في بعض هذه القرى، هُدم ما يصل إلى 85 في المئة من المنازل".
ولفتت دونغن، الى أن "هذه السياسات والممارسات التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، والتي يرد أنها تهدف إلى ضمّ الضفة الغربية، تترك أثرًا بالغًا على الصحة الجسدية والنفسية لمرضانا. أما هجمات المستوطنين، الذين غالبًا ما يرافقهم الجيش الإسرائيلي، فباتت تحدث بشكل شبه يومي، وتزداد حدّة وعنفًا، ما يؤدي إلى المزيد من الإصابات وحالات الاستشفاء".
وقالت و"الجميع متأثر. التهديد الدائم بالعنف يدفع الناس إلى استحضار أسوأ السيناريوهات في أذهانهم. فماذا سيحدث عندما يقتحم المستوطنون منزلهم؟ وإذا كان في المنزل بنات أو كانت الزوجة حاملًا، هل سيتمكنون من حمايتهن أم سيقفون عاجزين؟ ماذا لو اضطروا إلى النزوح؟ وإذا كانت والدتهم تعاني من عجز جسدي، هل ستكون قادرة حتى على الانتقال إلى مكان آخر؟".
ولفتت الى أنه "يأتي التصعيد الأخير في وتيرة وحدة اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى التهجير القسري والضمّ، ويجب أن يوضع حد لها. فإسرائيل، بصفتها قوة احتلال، مُلزمة بحماية السكان الفلسطينيين".
وقالت "مع ذلك، تسهّل القوات الإسرائيلية هذه الاعتداءات، أو تشارك فيها بشكل مباشر. لقد وقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي لفترة طويلة، وقد آن الأوان لاتخاذ خطوات لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية فعلية على السلطات الإسرائيلية لوقف هذه الممارسات التي تدفع عمدًا بالفلسطينيين إلى خارج أراضيهم".
خلال الأشهر الماضية، واجه السكان الفلسطينيون في مسافر يطّا تصاعدًا في هجمات المستوطنين الإسرائيليين. ويصف السكان حوادث شبه يومية تشمل الضرب وترك المواشي لتخريب الأراضي الزراعية وقطع الطرق وهدم المنازل، فضلًا عن ضغط نفسي مستمر.
وبحسب المنظمة، ففي الخليل، تقدّم أطباء بلا حدود الرعاية الطبية والدعم النفسي، وتستجيب للاحتياجات الناشئة بين السكان في التجمعات البدوية بمسافر يطّا.
كما تعمل فرق العيادات المتنقلة على تقديم الرعاية الصحية الأساسية والدعم النفسي للأشخاص المتضررين من هجمات المستوطنين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن. هذا وتقدّم الفرق الدعم للفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح بسبب عنف المستوطنين وهدم المنازل.