أعلنت دائرة الإعلام والعلاقات العامّة في ​المديرية العامة للدفاع المدني​، أنّ "عناصر المديريّة يواصلون وبجهوزيّة كاملة، تنفيذ مهامهم في مواجهة ​حرائق الغابات​ الواسعة الّتي اجتاحت عددًا من المناطق اللّبنانيّة، في ظلّ ظروف مناخيّة دقيقة ومواقع جغرافيّة وعرة تعيق عمليّات التدخّل السّريع".

وأوضحت في بيان، أنّ "منذ تاريخ 22 تمّوز الحالي، لا يزال حريق هائل يلتهم مساحات شاسعة من الأحراج في منطقة مشمش- حرار، وامتد إلى وادٍ حرجي في منطقة الهرمل. وبسبب وعورة المنطقة وغياب الطّرقات الّتي تسمح بوصول الآليّات، تمّت الاستعانة بطوّافات تابعة للقوّات الجوّيّة في الجيش اللبناني، الّتي نفّذت سلسلةً من الغارات المائيّة في محاولة للسّيطرة على النّيران، فيما عمل عناصر الدّفاع المدني على مدى الأيّام الماضية على تغذية البرك الصّناعيّة بالمياه؛ لتأمين استمراريّة عمليّات الإطفاء الجوّيّة".

وأشارت الدّائرة إلى أنّ "في بلدة عيتا الفخار، اندلع حريق كبير في منطقة حرجيّة وعرة، وقد تدخّلت فرق الدّفاع المدني بمؤازرة طوّافات تابعة للقوّات الجوّيّة في الجيش اللّبناني، الّتي ساهمت بشكل أساسي في تطويق النّيران والسّيطرة عليها. وتُنفّذ حاليًّا عمليّات تبريد ومراقبة دقيقة منعًا لتجدّد الحريق".

وذكرت أنّ "في قضاء عكار، واجهت الفرق تحدّيات كبيرة لإخماد حريقَين ضخمَين في بلدتَي الحصنية وبرقايل، وقد نُفّذت عمليّات التدخّل باستخدام آليّات متخصّصة، في ظلّ صعوبات ناجمة عن الرّياح والارتفاع الكبير في درجات الحرارة. كما سُجّل حريق واسع النّطاق أمس في بلدة كفريا، وتمكّنت فرق الدّفاع المدني من السّيطرة عليه بعد تدخّل سريع وفعّال، ساهم في منع امتداد النّيران إلى المحيط السّكني".

كما أفادت بأنّ "في السّياق نفسه، اندلع فجر اليوم حريق في بلدتَي كفرقطرة والمطلة- قضاء الشوف، حيث عملت الفرق على تطويق النّيران وإخمادها بالتعاون مع مراكز مجاورة".

وكشفت الدّائرة أنّ "في موازاة العمليّات الميدانيّة ل​مكافحة الحرائق​، أنقذ عناصر الدّفاع المدني حياة مواطنة تبلغ من العمر 16 عامًا، كانت تحاول الانتحار قفزًا من الطّابق الثّامن في أحد المباني في منطقة الليلكي. فبعد محاورة مطوّلة وهادئة، أقنعها عناصر الدّفاع المدني بالتراجع عن قرارها، وتمّ في الوقت نفسه تثبيت فراش هوائي أسفل المبنى، وذلك بحضور عناصر من قوى الأمن الدّاخلي وممثّلي جمعيّة "Embrace". وقد نُقلت المواطنة إلى مستشفى سان جورج- الحدث، وهي بحالة مستقرّة".

وأشادت المديريّة بـ"تفاني عناصرها واستجابتهم السّريعة لمختلف النّداءات"، مؤكّدةً "استمرار الجهوزيّة الكاملة في مواجهة أي طارئ". وحذّرت بشدّة من "خطورة التهاون في إشعال النّيران في الطّبيعة"، مشدّدةً على "أنّها لن تتوانى، بالتنسيق مع القضاء والقوى الأمنيّة، عن اتخاذ الإجراءات القانونيّة الصّارمة بحق كل من يثبت تورّطه في إشعال الحرائق عمدًا أو نتيجة الإهمال. إنّ المسّ بالثّروة الحرجيّة وبسلامة المواطنين جريمة لن تمرّ من دون محاسبة".

كما جدّدت دعوتها المواطنين إلى "الامتناع التام عن إشعال النّيران في الطّبيعة، حفاظًا على السّلامة العامّة والثّروة الحرجيّة"، داعيةً إلى "الإبلاغ الفوري عن أي حريق أو حالة طارئة عبر الاتصال على الرّقم 125، أو عبر خدمة واتساب على الرّقم 70192693". وتوجّهت بالشّكر والتقدير إلى قيادة الجيش اللبناني، ولا سيّما القوّات الجوّيّة، على "مؤازرتها الفاعلة وجهودها الحثيثة الّتي أسهمت في تعزيز فعاليّة التدخّلات واحتواء النّيران في المناطق الوعرة".