أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النّائب ​قبلان قبلان​، خلال استقباله في مكتبه في سحمر، مفتي راشيا الشّيخ وفيق حجازي على رأس وفد علمائي، إلى "أنّنا في ​لبنان​، هذا البلد الصّغير المتنوّع، متنوّع ولكنّه بلد الإنسانيّة والمحبّة والأخلاق، يجب أن نكون جميعًا يدًا واحدة".

ولفت إلى "أنّنا اليوم نرى ما يحدث في فلسطين، من تجويع وقتل وتدمير، وهذه العنجهيّة غير المسبوقة، حيث تُعرض هذه المشاهد والمناظر أمام أعين العالم كلّه. نحن سمعنا عن المجاعة، ولكنّنا الآن نراها، نرى القتل والدّمار والتجويع والتشريد والملاحقة والاضطهاد والقهر أمام أعيننا، وسنُسأل: هل رأيت ما يحدث في ​قطاع غزة​ على شاشات التلفاز؟ ماذا فعلت؟ هل تضامنت؟ هل ساندت؟ هل دعمت؟ ماذا فعلت؟ سيُقال: لك نصيب من دماء هؤلاء الأبرياء، من هذه الدّماء".

وأكّد قبلان "أنّنا بحاجة الآن إلى شيء مهم جدًّا، نحتاج إلى الوحدة، وإلى الانتباه إلى هذه الفتنة الّتي تعصف بمناطقنا وبلادنا وشعوبنا. ونعود إلى القول المأثور: "كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهرًا فيُركب ولا ضرعًا فيُحلب"، معتبرًا أنّ "هذه الفتنة القاعد فيها خير من الواقف، والصّامت فيها خير من النّاطق. نحتاج أن نصرف عن أنفسنا وشعبنا وأهلنا ما يُحاك ويُحيط بنا، نحتاج أن نعود ونتحدّث بلغة حفظ النّاس وحفظ المقدّسات وحفظ القيم".

أمّا حجازي فركّز على أنّه "لا يُخفى أنّ ما يجري في غزة ليس مستغربًا على عدوٍّ ذكره الله بأنّه قاتل للأنبياء، وبالتالي إذا كان قاتلًا لصفوة خلق الله فغير مستغرَب أن يعتدي على خلق الله. ولكن الحقيقة أنّ من المستغرب أيضًا أن يصل الأمر أمام أهلنا في غزّة إلى مرحلة من المراحل تعيدنا إلى زمن حصار النبي محمد في شعب مكة، بل ربّما لم يعرف التاريخ الإنساني حدثًا كحدث غزة"، مشدّدًا على أنّ "هذا يُحمّل الأمّة كلّها بل والعالم كلّه تبعات مجرياته، باعتبار أنّ غزّة نموذج لمكارم الإنسانيّة، ونموذج لكيفيّة الخروج من المآزق والخلافات".

وأوضح "أنّنا أيضًا مطالَبون بأن ندافع عن أرضنا، وأن ندافع كذلك عن إنساننا. فما يجري في غزة هو دفاع عن حقٍّ استُبيح، وعن أرضٍ مُغتصبة، وكذلك عن قدسٍ مسلوبٍ ومُعتدى عليه، وهذا واجب الإنسانيّة كلّها: مسيحيّوها ويهوديّوها ومسلموها"، مؤكّدًا أنّ "قضيّة غزة تستوجب صحوة الضّمير الإنساني، وكذلك وقوف الأمّة من أجل إعادة الحياة لهذه الأمّة في غزّة ورفع الحصار والتجويع".

وأضاف حجازي: "أمّا لبنان، فالحمد لله بهذا التناغم الموجود، وبهذا الاستقرار المؤسّسي للدّولة، وبهذا الحرص على عدم السّماح للعدو الصهيوني الّذي كل يوم يفتك ويعتدي ويقتل ويطارد النّاس، ومع ذلك نحن حريصون على بناء الدّولة، لكنّنا أيضًا مطالَبون بأن نقول للعالم الغربي الرّاعي لهذه الغدّة السّرطانيّة في الشّرق الأوسط، أن يكفّ يده عن الإجرام بحق لبنان وبحق أهله وبحق الأبرياء".

ورأى أنّ "لبنان تعب، لكنه قادر على أن ينهض، ويستوجب أيضًا أن نؤكّد على معالم الوحدة، ونؤكد كذلك على حقيقة أنّ هذا العدو لا يمكن أن يُؤتمن لا على أرضنا ولا على أرض الآخرين. والحمد لله في لبنان لا يوجد خلاف طائفي بين الطوائف، فالعلاقات رائعة جدًّا".