دندن زياد اللحن الاخير...

لم يكتبه "نوتة".. ولا عزفه مع فرقة..

اصلاً.. لم يقرأ القصيدة!

بلحظة موت،

ألغى زياد من ذاكرتنا الجماعية جزءاً من وطن..

كنا نتغنى فيه بـ "سهريّة"..

حملناه معنا في ترحالنا بحثأً عن "نزل السرور"..

معك، عرفنا اننا نحاول الهرب من "فيلم اميركي" لم نستطع ان ننهيه.. لأننا كشعب "شي فاشل"..

انتفضنا على واقعنا بــ "عناد" الشعب الذي يبتغي "الكرامة"..

صحيح، لم ننتصر على ذاتنا لكننا ابقينا على "فسحة الامل"..

نبّهنا زياد الى مشاريع "افران اللحم بعجين"، وان ابو الجواهر لا يعرف الحساب: "ما في 180 بالمية".

اعادنا من غربتنا، التي اخترناها بملء ارادة وعن سابق تصور وتصميم، الى يوميات نهرب من لظاها بــ "نكتة"، ساخرة، فيها طعم مرارة، قالها يوماً زياد الذي عرف ان الاوطان "وحدهن بيبقوا" لان في ارضها "زهر البيلسان".

زياد المتمرد لحّن "تراتيل" ايمانه لأنه "مش كافر".

في وداعه كانت "الأم الحزينة" الصابرة التي عرفت ان "في الاخر في وقت فراق".

استعجل زياد وقت الفراق...

في التشييع "قديش كان في ناس"، حبّوا بعضهن" في تحيتهم لزياد...

ارسلوا له "سلملي عليه"..

نزلوا من "البوسطة" تاركين هديرها ليسمعوا "العود الرنان"...

"سأل الناس" عنه، فردّ بلحن الموت:"انا صار لازم ودّعكن.."

قبلنا يا زياد.. ولكن "بالنسبة لبكرا شو؟" في غيابك الذي لا يلتئم؟؟

جيل، نحن منه، عرف زياد، وجيل لم يعرفه.. سمعه، انشد اغانيه، بحث عن مسرحياته... فعرف بعضاً منه؟

زياد كان السهل الممتنع الممنوع من الصرف.

زياد.. "من عز النوم" سرقتنا، ولأنك "حبسنا وحريتنا"، اجبرتنا على الكتابة، بسكين، على حافة الجرح: حتى فرحنا.. حين يكون.. يكون حزيناً.

"اللحن حزين، والكلمات مكسورة الخاطر".

اليوم يا زياد، بـ "معرفتي فيك"، "مش كاين هيك تكون"، ونحن: "بلا ولا شي..".

وداعاً..