أشار وزير الإعلام السّوري حمزة المصطفى، إلى أنّ "وقف إطلاق النار الّذي حصل في محافظة السويداء، جاء نتيجة وساطات عدّة دول، بينها الولايات المتحدة الأميركيّة"، موضحًا أنّ "بعد العدوان الإسرائيلي على دمشق، أتيحت مساحة للتحرّك نحو الحلول السّياسيّة في السّويداء، الّتي شكّلت الخيارات المطروحة من قبل الدّولة الّتي لم تقم بأي عمليّة عسكريّة، ولم تكن لديها نيّة لذلك".
ولفت، في حديث لوكالة "الأناضول" التركيّة، إلى أنّ "الدّولة، وعلى مدار الأشهر الستّة الماضية، حاولت إعمال هذه الحلول، وتوصّلت إلى مجموعة من التفاهمات مع مختلف الفصائل السّياسيّة والعسكريّة في السويداء، بما في ذلك الشّيخ حكمت الهجري (أحد مشايخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز)".
وأكّد المصطفى أنّ "الدّولة قدّمت تنازلات كثيرة، بما فيها الضّابطة العدليّة الّتي أصرّت بعض فصائل السويداء على أن تكون من ضمن المدينة. لذلك، المقاربات والحلول السّياسيّة واضحة وهذا أقصى شيء يمكن الوصول إليه، وأقصى مطالب قدّمتها الفصائل الموجودة داخل السّويداء"، مبيّنًا أنّ "التوترات القديمة بين الدّروز والبدو الّتي تعود إلى عقود مضت، تفجّرت ووضعت الدّولة أمام مسؤوليّة إمّا أن تستجيب لها وتشكّل قوّات فصل، أو أن تبقى على الحياد ويؤدّي ذلك إلى تراكم المسؤوليّة عليها".
وشدّد على أنّ "التدخّل العسكري الّذي جرى في السّويداء، لم يكن عملًا مخطّطًا له مسبقًا"، مركّزًا على أنّ "وقف إطلاق النّار في السّويداء هو نوع من أنواع التفاهمات، أكثر من كونه اتفاقًا مكتوبًا، ويتكوّن من 3 مراحل". وفسّر أنّ "المرحلة الأولى تتمثّل في فضّ الاشتباكات وسحب القوّات الحكوميّة من مدينة السّويداء، وإخراج المجموعات القتاليّة التابعة للعشائر الّتي دخلت المدينة، وأن تعيد الدّولة انتشارها في الرّيف من أجل ضمان عدم تجدّد الاشتباكات".
كما ذكر أنّ "هذا حصل خلال 3 أيّام تقريبًا، رغم وجود بعض المجموعات الخارجة عن القانون التابعة للهجري، الّتي حاولت في مرّات كثيرة خرق اتفاق وقف إطلاق النّار أو القيام بإجراءات استفزازيّة"، مشيرًا إلى أنّ "وقف إطلاق النّار كان هشًّا عندما بدأ، لكنّه تعزّز في اليوم الثّاني، وفي اليوم الثّالث كانت نتائجه أفضل، ووصلنا إلى حالة من وقف إطلاق النّار مقبولة تؤهّلنا للدّخول بالمرحلة الثّانية".
وأكّد المصطفى أنّ "الدّولة تقارب مواطنيها بسواسية، ومسؤوليّتها تمتد إلى جميع مواطنيها بغضّ النّظر عن انتماءاتهم، وهي تتحمّل مسؤوليّتها لجهة إيصال المساعدات الإنسانيّة، وهو ما قامت به"، معتبرًا أنّ "الهجري خاطر أو قامر بمستقبل السّويداء، واستأثر بالمساعدات الّتي أدخلتها الدّولة، ويحاول أحيانًا استخدامها لشراء الولاءات ومعاقبة الخصوم داخل السّويداء".
ولفت إلى أنّ "إسرائيل لا تنظر بإيجابيّة لوجود سوريا جديدة، لذلك تريد جعلها غير مستقرّة وممزّقة، وللأسف بعض الجهات الدّاخليّة تحاول تنفيذ حسابات سياسيّة ضيّقة باللّعب على الحسابات الإسرائيليّة، وهذا بالضّبط ما حصل السويداء"، مركّزًا على أنّ "إسرائيل لم تتدخّل يومًا لحماية الدّروز، والجميع مطالَب أن ينظر إلى وضعيّة الدّروز داخل إسرائيل. هي لا تدعم الدّروز، بل تضطّهدهم داخل الخطّ الأخضر".
وأضاف: "الولايات المتحدة مهتمّة باستقرار سوريا من أجل مصالح مشتركة مع دمشق، مثل هزيمة تنظيم "داعش" نهائيًّا ومواجهه النّفوذ الإيراني"، مذكّرًا بأنّ "الحلول التقسيميّة والكانتونيّة فشلت في التاريخ ولن تنجح، وعزل السّويداء عن سوريا تاريخيًّا وشعبيًّا يتنافى مع الاتجاه الوطني لسكانها، عدا عن صعوبة التطبيق على أرض الواقع".