مع استمرار ​الحرب السودانية​ منذ منتصف إبريل 2023، تعيش ​الفاشر​ بولاية شمال ​دارفور​، ​أزمة إنسانية​ خانقة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.

السلع المهمة، اختفت من المحلات التجارية، بما في ذلك السكر والبصل والأرز والملح والعدسية، وسط تناقص حاد في مخزون الدخن والذرة الرفيعة والأدوية المنقذة للحياة، حسب مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور.

وتوقفت المطابخ المجانية التي تقدم وجبة غذائية مجانًا لآلاف الجوعى بعد نفاد كل المخزون الغذائي، في واحدة من من أكبر مراكز الإيواء وتجمعات النازحين في مدينة الفاشر، عن توقف المطابخ المجانية.

وأشارت فرق ميدانية تابعة لمصفوفة تتبع ​النزوح​ العالمية، إلى أن ما يقرب من 81 في المئة من الأسر المسجلين في مخيم زمزم للنازحين داخليا في إقليم دارفور والبالغ عددهم نحو 400 الف، نزحوا مرة أخرى في أعقاب انعدام الأمن المتزايد منذ أبريل 2025.

وبحسب تقييم نشرته الأمم المتحدة في 8 يوليو 2025، فإن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح في الفاشر، يعانون من ​سوء التغذية​ الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.

ومع تدهور الوضع المعيشي في الفاشر، كشفت تقارير ميدانية نقلا عن شهادات للسكان، عن أن عناصر تابعة للجيش السوداني، كانت تحتجز مئات الأسر وتمنعهم قسرا من مغادرة الفاشر رغم تصاعد الحرب وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وأجبرتهم بحسب ذات المصادر، على البقاء في منازلهم، وعدم مغادرة المناطق التي يسيطر عليها الجيش وحلفاؤه، مع تصاعد وتيرة القتال، والوضع الإنساني.

وخلال شهر إبريل 2025، وجهت قوات الدعم السريع، وفي الأيام الأخيرة الماضية دعوات للسكان في المدينة للمغادرة، مع توفير ممرات آمنة لهم، لكن وحدات الجيش المرابطة هناك، تحركت لثني المدنيين عن الخروج، ووجهت رسالة للمواطنين تحظر فيها عليهم المغادرة، مع اتهامات للجيش وحلفاؤه باستخدام المدنيين في الفاشر كدروع بشرية، في الصراع الدائر حول عاصمة شمال دارفور.

ومع استمرار احتجاز السكان داخل منازلهم في الفاشر، زحفت قوات الدعم السريع إلى المدينة، لتأمين السكان، ونظرا لأهمية المدينة التي ترتبط حدوديا بأربع بلدان في المنطقة، إضافة إلى ثقله السكاني والاقتصادي الكبير.

وأعلنت القوات، فتح وتأمين ممرات للمدنيين الذين يرغبون في الخروج طوعاً من مدينة الفاشر عبر الممرات التي فُتحت سابقاً، والتي أُجلي عبرها آلاف المدنيين إلى مناطق آمنة وتوفير الحماية اللازمة لهم وتسهيل وصول ​المساعدات الإنسانية​.

وفي خطوة أخرى لافتة، وجهت قوات الدعم السريع 29 إبريل 2025، نداء "إلى جميع المسلحين من عناصر الجيش والقوات المشتركة، ندعوهم فيه إلى إخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة، مع التزام القوات بتأمين ممرات الخروج وضمان سلامة كل من يستجيب ويلوذ بخيار إلقاء السلاح".

وتعهدت في نداء، "بحسن معاملة كل من يضع السلاح ويلتزم بخيار السلام".