استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى وعرض معه التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، إضافة الى العلاقات اللبنانية – الأميركية.
واشار عيسى الى انني "جئت الى لبنان مع نجاد فارس، وقد أجرينا للتو اجتماعا مطولاً مع رئيس الجمهورية الذي أطلعنا على الأوضاع الحالية، وأهدافه واحتياجاته في ما يتعلق بالتعاون مع الولايات المتحدة. كعضو في الكونغرس فإنني وزملائي لدينا اهتمام كبير بقدرات لبنان في بناء الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وفي السيطرة الكاملة والتامة على كل الأراضي اللبنانية. هذا ليس طموحاً كبيراً، سأقرأ الجملة الأولى في اتفاقية الطائف من العام 1989 "المبادىء العامة: ان لبنان دولة حرة ذات سيادة والوطن النهائي لجميع مواطنيه". وبفضل قيادة مسؤوليكم، هذا الواقع القديم يحصل اليوم، وكعضو ايضاً في الانتشار اللبناني كما هو حال نجاد فارس، نحن فخورون جداً بما يحصل في لبنان، وكأميركيين سنستمر في دعم لبنان اقتصادياً عبر بلدنا وعبر الانتشار اللبناني، وعبر المشاركة بكل الطرق المتاحة. نحن ندرك أيضا ان لبنان يتخذ الآن قرارات عن نفسه وعن الشعب اللبناني، ولحكومة واحدة ولجيش لبناني وقوات مسلحة واحدة، والعمل الذي يتم، كما قال لنا الرئيس، هو عمل سيستمر، بالإضافة الى عدد من الأمور التي هو بحاجة لها. وأكدت له ان الكونغرس الأميركي ، والرئيس الاميركي وآخرون ايضا يدركون ذلك وسندعم ذلك".
ولفت الى ان "في السنوات القليلة الماضية، قمنا بالمساعدة ببناء قدرات الجيش اللبناني، ولكننا نعرف انه يجب القيام بالمزيد، وان هناك شركاء أيضا في الشرق الأوسط يرغبون في المشاركة، وسنشجعهم على ذلك، مع توجيهات رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. أنا اشعر بفخر كبير بوجودي هنا، كممثل عن الولايات المتحدة، ولكن اعرف أيضا وادرك تماما ان هذا البلد يرسم طريقه الى الامام، وانه يوم جديد للبنان يتم فيه تحقيق الطموحات التي كانت موجودة منذ سنوات طويلة".
واعتبر ردا على سؤال ان "لدى لبنان حكومة واحدة، تم تشكيلها ولديها رئيس، وهناك رئيس للجمهورية، وعلى هذه الحكومة ان تقرر كما قررت البارحة، تنفيذ سياسة القوات المسلحة الواحدة، وان الجيش اللبناني هو القوة القانونية لحفظ السلم والامن، ونحن ننظر الى الازدهار الذي قد يأتي من ذلك، ان سكان الجنوب بشكل خاص سيستفيدون من الامن والسلام، وبلا شك على الولايات المتحدة ان تضغط على جميع الجيران في المنطقة لكي يدركوا ان لبنان يجب ان يكون فيه الحق فقط للجيش اللبناني لاتخاذ القرارات، وفي حال حصول أي شيء يجب ان يكون الجيش اللبناني هو المسؤول. ولكن من الخطأ أن يأتي شخص أكان من لبنان، او من دولة أخرى ويقول ماذا يجب ان يقوم به اللبنانيون، هذا غير لائق. ان لبنان يديره الشعب اللبناني وممثلوه المنتخبون، وان الدعم الأميركي لا يرتكز على أي مطالب، بل يرتكز على رغبة بان يقوم الجيش اللبناني عبر الحكومة، بواجباته وسندعمه بالعتاد والتدريب الضروري، ولكن القرار سيأتي من هذا المكان بالذات، وليس من الولايات المتحدة.
ورأى أن "العواقب على لبنان، عندما لا يكون له قوة واحدة قد ظهرت خلال السنوات الماضية. فلبنان قد عانى لسنوات طويلة من غياب حكومة واحدة، وهذه هي النتيجة السلبية التي نراها. نحن بالتأكيد سنضغط بقوة، وهذه المسألة سأعمل عليها مع الإسرائيليين ايضاً، كي يحصل انسحاب كامل مقابل انتشار الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية وإظهار قدرتها على تحقيق السلام على كل الأراضي اللبنانية، وهذا طموح مهم بالنسبة للشعب اللبناني، أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، وان لا يكون جنوب لبنان عرضة للصواريخ ولا ان تطلق الصواريخ منه ايضاً، وهذا هو الهدف الذي نسعى اليه".
واضاف ردا على سؤال حول "ان باستطاعة لبنان تطبيق قرار الحكومة الأخير المتعلق بسلاح حزب الله في حال لم تنسحب إسرائيل من لبنان؟"، فقال ابلغني رئيس الجمهورية ان ما يقوم به، يفعله نيابة عن الشعب اللبناني، وكل قرار سيرتكز على مصلحة الشعب اللبناني. ما هو جيد لإسرائيل هو ان يقوم الشعب اللبناني ممثلا برئيس الجمهورية ومن خلال سيطرة الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية. في المقابل، سنتأكد ان إسرائيل تدرك ان هناك مرحلة جديدة في لبنان، وان لبنان هو الذي يسيطر على مصيره، ولا ينظر الى سوريا او الى ايران، او الى الولايات المتحدة لاخذ التوجيهات والتعليمات، بل يقوم بما هو في مصلحته. وقد جلت في كل المناطق اللبنانية، وانا آتي الى هنا منذ اكثر من 30 عاماً، الشيء الوحيد الذي سمعته هنا، وما اسمعه وانا اتحدث مع اللبنانيين حول العالم، هو اننا لبنانيون اولاً ونحن نفتخر بأننا لبنانيون، هذه هوية لا تعرف دينا، ولا يجب ان يكون ذلك هو الحال. والكلام نفسه يجب ان يقال لاسرائيل، ان لبنان عاد، وهو يهتم بنفسه، وهناك صوت واحد يتحدث عن الشعب اللبناني، وهو الحكومة اللبنانية، وانا سأنقل ذلك الى الولايات المتحدة بالإضافة الى لائحة بالامور التي يجب ان نقوم بها لكي نساعد القوات المسلحة اللبنانية والجيش اللبناني للقيام بمهامهم".