دعت شخصيات دينية وسياسية مسيحية فلسطينية ​البابا​ الجديد فرنسيس الأول لاتخاذ مواقف حازمة تجاه ​القضية الفلسطينية​، ودعم الوجود المسيحي في فلسطين، في ظل استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.

وأكد هؤلاء، في أحاديث منفصلة مع "النشرة"، على ضرورة دعم البابا للسلام العادل في المنطقة وتفعيل القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، وإعادة الحقوق المسلوبة للإنسان الفلسطيني، والعمل على وقف ممارسات الاحتلال اليومية بحقهم.

وكان الكاردينال الأرجنتيني جورج ماريو بيرغوليو اختير الأربعاء الماضي لمنصب البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية خلفا للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي اعلن استقالته بشكل مفاجئ الشهر الماضي. وقد اختار البابا الجديد اسم فرنسيس الأول كاسم معتمد له.

آمال ومواقف

وفي هذا السياق، يشير أمين عام الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في فلسطين ​حنا عيسى​ إلى أن الفلسطينيين يتطلعون إلى البابا الجديد ليؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وفي حديث لـ"النشرة"، يأمل عيسى من البابا فرنسيس الأول أن يدعم السلام في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط ككل، وأن يحافظ على الوجود المسيحي في فلسطين من خلال دعم الكنيسة والمسيحيين وأن يفعل قضيتهم وحقوقهم في كافة المحافل الدولية. ويضيف: "نريد أن يكون الموقف كما كان سابقا داعما للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".

ويوضح الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية أن الفلسطينيين بحاجة للمساهمة في إعادة ترميم الكنائس ودعم المقدسيين، مشيراً إلى ضرورة دعم المسلمين والمسيحين تعليمياً واجتماعياً على حد سواء، من خلال كنيسة الفاتيكان، ويقول:"نحن نريد من قداسة البابا الجديد أن يمد يد العون لكافة الفلسطينيين سواء إن كانوا المسيحيين والمسلمين".

مواقف حازمة

من جهته، يؤكد مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين الأب ​فيصل حجازين​ أن خطاب البابا فرنسيس الأول أظهر بساطته وتقديره للإنسان والفقراء بشكل خاص، لاسيما اختياره اسم فرنسيس، تيمناً بالشخص العظيم مار فرنسيس الذي كان في القرن الثاني عشر فقيراً جداً ويحب الفقراء، لافتاً إلى أن مار فرنسيس أعاد إلى الأذهان الروح الأصلية للفقر والتواضع في الإنجيل.

وفي حديث لـ"النشرة"، يشدّد الأب حجازين على أن الفلسطينيين ينتظرون الكثير من البابا الجديد، خصوصاً أنه وقف دوماً مع الفقراء والمتألمين، لافتاً إلى أنه شعر بقربه من الناس وأعاد إلى الأذهان طفل بيت لحم، ويقول: "ننتظر أن يعيد للإنسان الفلسطيني حقوقه ويوقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين".

ويتابع: "ننتظر منه مواقف حازمة، خاصة ان اسم فرنسيس يدعو للسلام وعليه أن يحقق هذا السلام ويدعو اليه ويعمل بكافة جهوده أن يتحقق، لاسيما أننا في فلسطين بحاجة بشكل خاص للسلام وحقنا في دولة مستقلة ونيل كافة حقوقنا المسلوبة".

سلطة أخلاقية

في المقابل يوضح النائب البطريركي لطائفة اللاتين في القدس وفلسطين المطران ​وليم شوملي​ أن البابا فرنسيس الأول من بلد فقير وهو الأرجنتين، وسمي أبو الفقراء عن حق وليس عن مديح مزيف، عندما انتخب بابا روما.

وفي حديث لـ"النشرة"، يشير شوملي إلى أن البابا الجديد رجل دين ورئيس كنيسة ولديه سلطة أخلاقية سيكرسها لمناصرة كل من هو ضعيف، مؤكداً أن مشاكل الشرق الأوسط تهمه، وأبرزها أزمة الشعب السوري الذي يعاني الأمرين.

ويلفت شوملي إلى أن الوقت سيكشف ذلك لاحقاً، معتبرا أنه قريب من الديانات الأخرى، ومشيراً إلى أن حل معاناة الشعب الفلسطيني يكمن في قرارات الأمم المتحدة التي ينقصها التطبيق الحقيقي والفعلي.

ويضيف شوملي: "البابا ليس لديه قوة سياسية لتطبيق القرارات، والفاتيكان دعم القرار الدولي بدولة فلسطين، لكنه بكل تأكيد سيعمل من أجل القضية الفلسطينية العادلة والفلسطينيين ككل".