صحيح أن الأساقفة والمطارنة الموارنة رفضوا التعليق على إجتماعات روما الإنتخابية التي جمعت البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي برئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل عودة سيد الصرح الى لبنان "لأننا لا نتحدث مع غبطته عبر الهاتف بهذه المواضيع" كما قال مطران بارز لـ"النشرة" على رغم كثرة الإتصالات التي وردتهم خلال الأيام القليلة الماضية، وصحيح أيضاً أن الرأي العام اللبناني ينتظر إجتماع الأقطاب الموارنة الذي سيعقده الراعي في بكركي خلال الساعات القليلة المقبلة لإطلاعهم على ما بُحث في روما، لكن أي قرار مسيحي إنتخابي لن يصدر إلا من خلال توافق القادة الموارنة مع البطريرك على قاعدة تأمين التمثيل المسيحي الصحيح.

"هي محاولة توفيقية يقوم بها سيد الصرح، لا أكثر ولا أقل، يقول مطران مقرب من الراعي، "علّها تؤدي الى إجراء الإنتخابات في موعدها أو في موعد مؤجل ولكن ليس ببعيد لما في التأجيل من خطر على مصير المؤسسات والدولة، وبالتالي من غير المقبول أن يصورها البعض في وسائل الإعلام، خصوصاً الأفرقاء الذين ينتقدون الراعي منذ إنتخابه، وكأن غبطته قرر عن القيادات السياسية وإتفق مع بري وميقاتي على شيء، ثم عاد اليوم الى لبنان ليقنع به القادة الموارنة". كل ما في الأمر أن البطريرك الراعي سيضع العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل كما رئيس حزب "القوات" سمير جعجع ورئيس تيار "المرده" سليمان فرنجيه، بالصيغة التي بحثت في روما وفي حال لم يتم التوصل الى تبنيها من قبلهم، تعود الأمور الى نقطة الصفر أي إلى الموقف الأساس الذي اتفق عليه في بكركي، هذا الموقف الداعم لإقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" الذي يعطي المسيحيين حق إختيار ممثليهم الـ64 في الندوة البرلمانية.

أكثر ما ترفضه بكركي، تقول أوساط الصرح، هو رمي الكرة الإنتخابية في ملعبها وكأنها المسؤولة عن إتخاذ القرار حيال مصير الإنتخابات، وفي حال حاول البعض أن يحمّلها مسؤولية أي فشل على هذا الصعيد فهي لن تتردد في الرد والمواجهة، لأنها في الأساس غير مسؤولة عن إتخاذ قرار كهذا هو من صلاحية المؤسسات الدستورية والمسؤولين المعنيين.

قبل اجتماع القادة الموارنة الأربعة، وقبل أن يطلع الراعي رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ما حصل، تشير المعلومات الى نيته عقد إجتماع مصغر للمطارنة بهدف وضعهم في الصورة كاملة، خصوصاً أنهم شكلوا في الآونة الأخيرة لسان حاله في وسائل الإعلام، وكانوا المدافعين الأوائل عن حقوق المسيحيين الإنتخابية وضرورة إستعادة ما سلبته منهم سنوات التهميش والإستبعاد عن مراكز القرار.