أربع سنوات مرت على جريمة اغتيال مساعد ممثل ممثلية "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان اللواء الدكتور كمال عبد العزيز ناجي "مدحت" (مواليد غزة 1951)، والتي أدت الى استشهاده مع ثلاثة من رفاقه، هم: اللواء أكرم مصطفى ضاهر (مواليد بعلبك 1953)، العميد محمد حسين شحادة (مواليد 1969 ) والملازم أول خالد يوسف ضاهر (مواليد 1973)، وجرح ثلاثة من مرافقي مدحت، لدى مغادرتهم مخيّم المية ومية – قضاء صيدا.
وقعت جريمة الاغتيال الثانية وعشر دقائق من بعد ظهر الإثنين 23 آذار 2009، عند المدخل الغربي لمخيم المية ومية، حيث استهدفت العبوة موكب مدحت، إثر مغادرته المخيم، بعد المشاركة في تقديم واجب العزاء إلى ذوي كل من: رائف حسين نوفل وباسم فرج قاسم، اللذين قتلا ليل 21 منه داخل المخيم.
وتعرض موكب اللواء مدحت للتفجير لحظة وصوله بعد كوع العصفور للجهة الجنوبية من طريق المية ومية، ما بين حاجزي الجيش اللبناني و"الكفاح المسلح الفلسطيني"، وهو مؤلف من سيارتي مرسيدس:
- الأولى: مرسيدس 230 E، تحمل الرقم 141843/ص، كان بداخلها اللواء مدحت والعقيد أكرم ضاهر (المسؤول الاعلى للشباب والرياضة)، والعميد محمد شحادة والملازم أول خالد ضاهر.
- والثانية: مرسيدس اليغانس، لون كحلي تحمل الرقم 268040/و وبداخلها: عادل حسين العدوي (مواليد 1967)، طالب محمد زيدان (مواليد 1970) وحمزة خليل عوض (37 عاماً - ملقب "أبو زرد").
وأدى انفجار العبوة الناسفة إلى قذف السيارة التي تحمل الرقم 141843/ص، التي كان يستقلها اللواء مدحت لمسافة (25 متراً) لجهة الوادي، وإلى تطاير أشلاء من كان بداخلها، وسقوط السيارة رقم 268040/م في الحفرة التي أحدثها الانفجار، مُلحقاً بها أضراراً مادية، واصابة من كان بداخلها بجروح نقلوا إلى "مستشفى الهمشري" للمعالجة وغادروا بعدها.
في الذكرى الرابعة لاستشهاد اللواء مدحت ورفاقه، فإن ما يُطالب به أهالي الشهداء وحركة "فتح" وفصائل الثورة الفلسطينية، والصادقين، كشف الحقيقة في هذه الجريمة، حتى لا تضيع دماء الشهيد "أبو بلال" ورفاقه، وتسجّل القضية ضد مجهول، ويبقى الفاعل جهةً أو أشخاصاً بعيدين عن نيل العقاب، طُلقاء الحرية..
فجريمة الاغتيال، فتحت المجال أمام جُملة من التساؤلات التي تبدأ ولا تنتهي، حيث تتداخل فيها، ملفات وقضايا وأحداثٌ مُتعددة، نظراً للمزايا التي يتمتع بها الشهيد "أبو بلال"، الذي له بصمة في العمل المقاوم والريادي في مواجهة العدو الإسرائيلي، وبأشكال وأنواع مُتعددة، حيث نجا عدة مرات من الموت، ومنها عندما كان على مقربة لصيقة جداً بالشهيد الرئيس ياسر عرفات، هذا فضلاً عن الملفات الحساسة التي كان يتولاها، على الساحة اللبنانية، وفي توطيد العلاقات الفلسطينية الداخلية، حيث أبلغ بعض المقربين منه والمسؤولين الأمنيين عن هواجس من احتمال تعرضه للاغتيال.
من المُتعارف أن أي اغتيالٍ أو جريمة لها هدف وربما أهداف مُتعددة، وإن تنوعت وسائل التنفيذ وأساليبه وأدواته، وإن كان "الموساد" الإسرائيلي مُستفيداً، إلا أن هناك أيضاً كثر مُستفيدون، ولكن التنفيذ تم بأيدٍ محلية، وفي لحظة حساسة تزامناً مع عقد وزراء الداخلية العرب اجتماعهم في العاصمة بيروت، وعلى جدول أعمالهم مكافحة الإرهاب، فجاء الانفجار الإرهابي، برسالة واضحة وصريحة إلى من يعنيهم الأمر.
من هي الجهة التي نفذت هذه الجريمة عند الطرف الغربي لمخيم المية ومية، في منطقة تشهد فراغاً أمنياً، خارجة عن سيطرة الجيش اللبناني و"الكفاح المسلح الفلسطيني"، كان قد جرى سابقاً (شباط 2007) إعلان "فرع المعلومات" في قوى الأمن الداخلي أنه عثر بداخلها على كمية من المتفجرات، وصِفت حينها بأنها "متطورة جداً"..
أين أصبحت التحقيقات القضائية، حيث يتسلم الملف قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا (منذ 19 كانون الثاني 2010)، وهو المشهود له بكفاءته ونزاهته وخبرته على مدى سنوات، بعدما انتقل إليه الملف من قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر – بعد إحالته على التقاعد.
أين أصبحت التحقيقات التي أجرتها حركة "فتح"، وكذلك اللجنة التي أوفدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إلى لبنان، ووضعت تقريرها حول الجريمة؟