مهما كانت أسباب استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقد أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان تُحدث هذه الاستقالة صدمة إيجابية تدفع بالأوضاع نحو الأحسن، والعودة الى الحوار بين مختلف الأطراف، وهذا على اي حال ما يسعى اليه الرئيس سليمان، وحتى رئيس الوزراء المستقيل نفسه أكد ان استقالة حكومته كانت لإحداث صدمة إيجابية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى أن هذا الأمر بدا واضحا من خلال إعادة الحديث عن الحوار.

وقال في تصريح له: إن الاستقالة هي لفتح ثغرة للحوار بين اللبنانيين، داعيا للبحث في ظروف نجاح الحكومة المقبلة قبل البحث في تشكيلها.

وصرح ان قرار استقالتي هو لفتح ثغرة في هذا الحائط السياسي المسدود، وقد فتحت هذه الثغرة، وبدأنا نتحدث عن الاستشارات النيابية والحوار.

المهم كيف تلقف الاقتصاديون الاستقالة وهل يوافقون على انها تحدث الصدمة الايجابية المطلوبة وماذا يتوقعون من الحكومة التي سيتم تشكيلها بعمرها القصير؟ هل اكثر من تمرير الانتخابات اذا كانت الحكومة الميقاتية التي دامت سنة وثمانية اشهر لم تستطع معالجة الملفات المهمة في البلد.

شطح

مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح تمنى ان تكون هذه خطوة الاستقالة ايجابية وراى انها على الاقل قد حلت اشكالية عجز الحكومة التي وقعت في النهاية تحت ثقلها ولفت الى ان الاستقالة خطوة ضرورية لنصل الى شبكة امان اوارضية مشتركة لحماية البلد في هذه الظروف الصعبة.

وأشار شطح لـ»اللواء» ان لا احد يتوقع ان تحل كل الخلافات لكن استقالة الحكومة قد تكون مدخلا لذلك الا ان هناك معالجات ضرورية مطلوبة الوضع الامني السيء والوضع الاقتصادي والمالي في مساره الانحداري لكن المهم ان نتوصل لقواسم مشتركة تخفف المخاطر وتحمي البلد والحدود من الانزلاق.

اما عنوان الحكومة المقبلة يجب ان يكون برأي شطح الانتخابات والأمن بجميع أبعاده، وثالثا الشق الاقتصادي والاداري واستعادة الدولة لمهامها الاساسية التي كانت تتأكل هناك علامات استفهام كبيرة حول قانون الانتخابات ومدى استعداد الاخرين ليكونوا شركاء في الحالة الأمنية المطلوبة...

أزعور

وزير المال السابق الدكتور جهاد ازعور رأى ان الاستقالة لم تحدث الصدمة الايجابية التي كنا ننتظرها خصوصا ان لا خارطة طريق موضوعة ولا شيء مبرمج عن كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة.

وقال لـ»اللواء»: ان هناك الكثير من الضبابية وعلامات الاستفهام حول الاستقرار والانتخابات، مشيرا الى ان الاستقالة جاءت بتوقيت غير مناسب وليست مقنعة انها اتت لاحداث صدمة ايجابية.

وأضاف: كنا نتمنى ان تحدث صدمة ايجابية في المدى المنظور الا ان الخطوة جاءت غير مفيدة لانها تضع البلد في الفراغ مع العلم انه كان هناك اكثر من مناسبة لتقديم استقالة الحكومة وليس في هذا الظرف الحرج والمعقد بخلاف ذلك هي اكثر تعبر عن هروب من المسؤولية وسيكون لها تاثير على اجراء الانتخابات.

وردا على السؤال ما هو المأمول من الحكومة المقبلة اكثر من اجراء الانتخابات اوضح ازعور نريد حكومة تدير شؤون البلد وان تحضر للانتخابات وهو أمر اساسي لكن المهم ان تنتظم الامور بسرعة وان تعمل على مواكبة المرحلة المقبلة.

ولفت ازعور الى انه تمنى ان تكون الاستقالة خطوة ايجابية لكن الاصح القول انها قد ادخلت البلد في المجهول السياسي والامني: فهناك قلق في الاسواق وعدم ارتياح عند المستثمرين ورجال الاعمال في البلد في هذه المرحلة من عدم اليقين.

وزني

ومن جهته الخبير الاقتصادي الدكتور غازي وزني قال: نتمنى ان تكون خطوة الاستقالة ايجابية لكنها ليست كذلك فهناك قلق في الاسواق وعدم الارتياح هوالمسيطر هي اننا في مرحلة ترقب واداء ضعيف في بورصة بيروت حيث يجري التداول بالدولار على الهامش الاعلى ومن غير المستبعد اذا استمر الامر على هذا النحو ان يتدخل المصرف المركزي في السوق الاسبوع المقبل فضلا عن ان النشاط في المصارف ضعف كذلك ولن ننتظر سياح اوتدفقات مالية.

ورأى ان الخطوات المقبلة في السياسة يجب ان تكون التعجيل في تأليف الحكومة اوالحوار واحتواء الوضع الامني فان الناس تنتظر خطوات احتوائية تهدئة قانون انتخابات احتواء الاوضاع الامنية احتواء الفراغ.

وتوقف وزني عند ايجابية ان رئيس المجلس النيابي قد دعا الى جلسة في 5 نيسان المقبل وهي تعد خطوة متقدمة لاحتواء الفراغ.

وعن المطلوب من الحكومة المقبلة اشار وزني ان الاولوية لاية حكومة انتخابية الا اذا قرر مجلس النواب تمديد ولايته سنتين ونوه الى ان عمل الحكومة يختلف في حال كان التمديد تقني اوغير تقني فان كان التمديد تقنيا سينحصر عمل الحكومة في التحضير للانتخابات لكن ان كان التمديد لسنتين يمكن للحكومة ان تطل على الامور الحياتية الاولية والتحضير شكليا لموازنة 2014 ومتابعة الملفات القديمة وليس فتح ملفات جديدة لكن الاهم الاهم تظل الانتخابات والموضوع الامني.

حبيقة

أما الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة فأكد ان استقالة الحكومة لم تحدث لا صدمة ايجابية ولا سلبية لانها منذ اشهر تبدوغير موجودة الاصح ان الناس ارتاحت منها وان استقالتها اعطت اوكسجينا للبلد فان التحدي الامني والسياسي خف في البلد وكذلك التشنج القوي بين الافرقاء السياسيين.

وفي ما خص المطلوب من الحكومة المقبلة أوضح حبيقة انه من غير المفروض ان تنحصر مهام الحكومة بالانتخابات لان وزارة الداخلية قادرة على الاهتمام بالانتخابات وليس من الضروري تشكيل حكومة من اجل الانتخابات فقط والمطلوب حكومة بكل ما للكلمة من معنى.