رأى رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران ​جورج بو جوده​، أن "على المسؤولين أن يكونوا في خدمة الشعب ليقودوه إلى المرعى الخصيب، ويؤمنوا له ضروريات الحياة، لكن ما نراه ونعيشه لسوء الحظ هو العكس تماما، إذ أننا نراهم يتصارعون ويتقاتلون مدعين العمل من أجل المصلحة العامة، بينما هم يسعون إلى مصالحهم الشخصية فقط، ويحولون مؤسسات الدولة لخدمتهم وخدمة مؤيديهم وأزلامهم، ولا يكترثون بأي شكل من الأشكال، بما يلزم للشعب من خدمات".

وأوضح في عظة قداس خميس الاسرار و​رتبة الغسل​، الذي أحياه في كنيسة مار جرجس في بلدة برسا في قضاء الكورة، أن "الإنسان بات يجعل من نفسه المرجع الوحيد لكل الأمور المتعلقة بالقيم والأخلاق والمبادىء المسيحية فيعتمد مبدأ النسبية ويقبل ما يعجبه ويرفض ما لا يعجبه من تعاليم المسيح والكنيسة، وهذا ما يوصله في بعض الأحيان إلى العلمنة المفرطة ليسن القوانين التي يريد، ولو كانت متناقضة تماما مع المبادىء، ليس فقط المسيحية، بل أيضا وكذلك مع المبادىء الإنسانية. المسيح يسوع علمنا بمثل حياته وقال لنا، مع أنه إبن الله، بأن يصنع إرادة الآب لأن الآب هو الذي أرسله، وهو الذي أرسله ليبشر المساكين، وأرسل إليه روحه القدوس".

ولفت الى أنه "في رتبة الغسل التي نحتفل بها في هذا المساء، يعلمنا المسيح التواضع والوداعة، ويدعونا إلى الإقتداء به في علاقتنا مع الآخرين، فنتعامل معهم على أنهم أعضاء في جسده السري بروح المحبة التي هي الوصية الوحيدة التي أعطانا إياها وبروح المسامحة والغفران. إنها أمثولة لكل واحد منا وأمثولة خاصة للمسؤولين بيننا على مختلف المستويات".