تساءلت صحيفة "الخليج" الإماراتية في إفتتاحيتها "هل كتب على الأسرى في معتقلات النازية الصهيونية ألاّ يتحرروا إلا بالموت، نتيجة إرهاب بيّن يمارسه سرطان الاحتلال عليهم؟ وهل الحديث عن حرية الأسرى ووجوب تحريرهم من أسر مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني لا علاقة له بكل هذا الذي يسوّق من شعارات عن الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الدولية؟"، قائلى: "ها هو ميسرة أبو حمدية، الأسير الذي قضى عليه سرطان الاحتلال، يهز جدران الصمت ويخترقها، مطلقاً باستشهاده صرخة مدوّية في وجه هذا العدو العنصري الذي يحتجز آلاف الفلسطينيين في معتقلات النازية الجديدة التي يمارسها، والعالم كله، نعم كله، يشيح بنظره، فقط لأن المجرم صهيوني، ولأن الضحية عربي من فلسطين، فيما كان أسر جندي قاتل اسمه جلعاد شاليط "نجم" تحركات واتصالات ومواقف وضغوط من دول كبرى وصغرى، في مسايرة معلنة للقاتل على حساب الضحية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "ما تعرض له ميسرة أبو حمدية، وهو قيد الأسر، عملية اغتيال موصوفة، وهي جريمة تضاف إلى جرائم الحرب التي يرتكبها وحوش الاستيطان، والعالم كله يتفرج، والمؤسسات الدولية مشلولة، ومن يفترض أنهم أهل القضية وأصحابها أسرى ملهاة ومأساة خلافاتهم، وحديث المصالحات المكرور، والبحث مجدداً عن السقوط في فخ مفاوضات يعرفون أنها لن تكون إلا وفق شروط الاحتلال وتحت سقف لاءاته، هذه اللاءات التي أثبتت التجارب أنها تمدّ في عمر الاحتلال وإرهابه واستيطانه"، لافتا إلى أن "العدو الصهيوني مسؤول عن حياة كل أسير في معتقلاته النازية، هذا أمر معروف. لكن غير المفهوم بالمرة هو اكتفاء من يجب أن يكونوا معنيين بتحرير الأسرى وجعل قضيتهم في رأس الأولويات بالقول إن "إسرائيل" تتحمّل مسؤولية ما حصل . هل يكفي ذلك؟ هل يعيد كلام كهذا أسيراً إلى أهله؟ هل يكفل لجم الاحتلال في وقت لا يمر يوم لا يضيف فيه إلى الأسر أعداداً جديدة من الفلسطينيين؟".

وأضافت: "أسلوب الاستنكار والشجب فقد مفعوله منذ زمن بعيد مع هذا العدو، وآن الأوان لشيء مختلف، لتحرك مختلف، لموقف مختلف، لفعل مختلف . وبعد حصول "دولة فلسطين" على عضوية غير دائمة في الأمم المتحدة، صار بإمكانها التحرك نحو المحكمة الجنائية الدولية . فلتتحرك من دون مسايرة أحد أو الرضوخ لضغوط أحد"، قائلة: "آن الأوان لأساليب جديدة، فحرية الأسرى حق، ويجب ألا يخضع لأية مساومات".