أكد رئيس الاتحاد الكاثوليكي للإعلام الأب طوني خضره أن "الوطن الصغير سينتصر على عوامل الشر والاستضعاف المحيطة به من الخارج والداخل".

ورأى في كلمة القاها في العشاء السنوي الثالث الذي أقامه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- ​لبنان​ "​أوسيب​ لبنان" بحضور شخصيات أمنية وسياسية وكنسية وإعلامية ومدنية وتربوية، أن "تطوير الإعلام اللبناني يتطلب تطوير البنى الاساسية التي يتألف منها لاسيما القوانين، الهيئات الرقابية، قطاع النقابات والاتحادات المهنية، الاعلام الرسمي العام، المبادئ والشرعات الاخلاقية"، متمنياً "انطلاقة ورشة حقيقية تؤسس لنهضة اعلامية جديدة تعيد لبنان الى الصف الاول في العالم العربي حيث كان دوما مكانه"، معتبرا أنه "لذلك لا بد من شبك الايادي بين وزارة الاعلام والنقابات الصحافية وأهل المهنة لما فيه خير الجميع، وخير المصلحة العامة، وصونا للحرية التي كانت دوما الثروة الاولى للبنان، صنعت دوره ومجده".

ورأى أن "نظرة الكنيسة الى وسائل الاعلام التقليدية والحديثة منها خصوصا، كانت وما تزال ايجابية رغم المحاذير والمخاطر العديدة. فالكنيسة الجامعة نظرت وتنظر دائما بتفاؤل الى دور وسائل الاعلام. هذا ما عبّرت عنه كتاباتها ومواقفها منذ سنة 1830 مروراً بالمجمع الفاتيكاني الثاني الى اليوم"، مؤكداً أنه "رغم الصعوبات، لبنان سينهض والأخلاق وحدها تنقذه بطول الأناة والعمل والشجاعة والروح المعطاء. سينهض لأن فيه أبرار ينتعش بهم ويرّجون الخلاص وأنتم رزمة منهم".

وتوقف عند بعض الملاحظات التي تكوّنت انطلاقا من عملية الرصد التي يقوم بها الموقع الإلكتروني لـ "أوسيب لبنان": تراجع الاقبال على مطالعة الصحافة الورقية وعلى الوسائل الاعلامية التقليدية (راديو- تلفزيون- سينما) في مقابل تصاعد الاقبال على التقنيات الحديثة والشبكات الاجتماعية (مواقع الويب، فاسبوك، تويتر، غوغل....). وتوسع رقعة البيئة الرقمية (التقنيات الإعلامية الحديثة) لتشمل المؤسسات التعليمية والمكتبات وعالم التجارة والمال والاقتصاد، الامر الذي يجعل من هذه الوسائل اكثر من اداة للاعلام والاعلان هي اصبحت وسائل تحيط بكل جوانب حياة الانسان.

وإمكان وسائل اعلام في ان تحدث إنقلاباً في الآراء والمواقف، كما حدث ويحدث في ما يسمى بظاهرة الربيع العربي. ولكن يمكن ايضاً أن يتم خطف ثمار هذا الربيع من جانب قوى اخرى تحمل مشاريع مضادة ظلامية ومدمرة . من هنا ضرورة أن ينتقل الإعلام من مرحلة تبادل المعلومات الى مرحلة تكوين الجماعات المنظمة القادرة على الشعور بالمسؤولية الجماعية، وبالتالي التأثير على مراكز القرار، من اجل التغيير في الواقع من السيء الى الحسن، ومن أجل إقرار سلم قيمي، يسوقه الإعلام ويتبناه المجتمع".

ولفت الى ان "هذه الفكرة هي التي حملتنا في اوسيب لبنان الى الانتقال من العمل الاعلامي البحت الى العمل الاجتماعي في "لابورا" و"المعرض المسيحي" و"غرواكت"، و"اصدقاء الجامعة اللبنانية". استطعنا ان نخط لانفسنا نهجاً نأمل ان نلمس يوما بعد يوم نتائجه الايجابية على الساحة اللبنانية، ومن بينها خصوصا الاعلام الموجه الى الفئات الشبابية من اجل الانخراط في ميادين العمل ولا سيما الانخراط في سلك القطاع العام، بعد ان احجم الشباب المسيحي عن الانخراط فيه لاسباب اجتماعية ونفسية وسياسية عديدة".