"لم يبق مساحات في المنطقة حتى تباع لخليجيين" عبارة تأسف لدى سماعها خاصة اذا كانت صادرة عن رئيس بلدية يؤكد أنّ "ما باليد حيلة". في وقت يؤكد فيه السياسيون ان عملية بيع الارض الى الاجانب مضبوطة وهي لم تتعد 3% في كل قضاء، لا شكّ أنّ الواقع مختلف، فالمساحات التي بيعت للخليجيين كبيرة جداً... هذه القصة قد تكون عادية أو روتينية في لبنان اليوم، ولكن ماذا لو عرف اللبنانيون أن من يسهّل عمليات البيع هذه هم مسؤولوه الذين اختارهم هو ليحكموا هذا البلد؟!

98066 مترا مربعا ملك لأمير اماراتي ب​ساقية المسك​ بحرصاف!

بعدالتعزانيةودلبتاوالكفوروالعيرونوفتقا، تفتح "النشرة" اليوم ملف "ساقية المسك- بحرصاف" وهي منطقة متنية سياحية كانت صيداً ثميناً للخليجيين فاستملكت فيها عائلة الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان الإماراتية عقارات وهي تحمل الارقام التالية: -984-990-992-993-994-1002-1006-1007-1008-1035-1039-1042-1043+ 1063-1067-1078-1082-1081-1714-1781 - والقسم 10 و11 من العقار رقم 1746 تصل مساحتها الى 98066 مترا مربعا اضافة الى عقارات اخرى، شاسعة وواسعة، حتى صح القول ان "سكان القرية باتوا فيها ضيوفاً"، والفضل في ذلك يعود لا للغرباء فقط بل لمختار القرية السابق إ. ج. اضافة الى سماسرة آخرين ساهموا في بيع تلك الاراضي، وفق ما تؤكد المعلومات لـ"النشرة".

"المختار ما بيحكي مع مين ما كان بعدين ما حدا الو معنا" هذا ما قاله لنا بداية نجل المختار المذكور قبل ان يتوجه بألفاظ نابية، تعبّر عن توتّره وجريمته بحق الوطن ويقفل الخط... جريمة اقر بها دون ان يؤكدها لانه يعرف ان من يبيع ارضه للغريب يرتكب جريمة سيحاسبه التاريخ عليها يوماً ما...

مخطط توجيهي لمنع بيع الارض للاجانب!

يتبرّأ رئيس البلدية الحالي جورج الحاج بطرس من كل مسألة بيع الأراضي ويقول لنا: "تلك الأمور لم تجرِ في عهدي"، مشيراً إلى أنه "لم يبق في المنطقة مساحات حتى تباع فكلها بيعت الى أمراء خليجيين".

ويكشف لـ"النشرة" أنه يعمل على وضع مخطط توجيهي "لمنع بيع الاراضي الى الخليجيين بقدر المستطاع"، كلام يختلف عما يقوله رئيس البلدية السابق رياض بشير لـ"النشرة" والذي يؤكد فيه انه "لم يعرف بعملية بيع الارض قبل ان تتم وهو لا يستطيع ايقافها لان كل شخص حر بأن يفعل ما يريد بأملاكه" .

"فيلا" بحرصافية هدية من مسؤول لبناني كبير لضباط الأمير!

حسب القانون لا يحق لاي شخص يشتري أرضاً أن يصونها بسور يعلو عن المترين لان ذلك يخالف القانون والواقع ان "السور الذي شيّده الامير خليفة يزيد عن 14 متراً"، هذا ما شاهدته "النشرة" خلال جولتها في منطقة ساقية المسك. وتكشف مصادر مطلعة "أنه، وفي داخل "التصوينة" اراضٍ لا يملكها الامير الاماراتي بل تعود ملكيتها الى أشخاص مسافرين تمّ قَضمها ويمنع اي أحد من الدخول اليها"، وتردّ سبب ذلك الى "غاية في نفس يعقوب"... فالامير قد يكون قام بكل ذلك "حتى يضيّق الخناق على اصحابها فيضطروا الى بيع تلك الارض له في يوم من الايام". وتكشف المصادر ان "قطع الارض الهائلة هذه غير مبنية بل مصوّنة فقط"، مؤكدة أن "أحد المسؤولين البارزين في الدولة والسياسيين الكبار قدّم للضابط الاماراتي الخاص بحراسة الشيخ خليفة "فيلا" شيّدت على مدخل تلك الارض".

بين 3% و20% إنقسام سياسي!

يصر عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش على أن "الأرض المباعة لم تتجاوز مساحة الـ3% المسموحة في القانون"، مؤكداً أن "القانون هو الذي يرخّص بيع العقارات وبأي حجم ستباع وهي لم تتعدّ المساحة المشرعة قانونياً حتى اليوم حسب الاوراق في الدوائر العقارية"، وهو المكان الذي قصدته "النشرة" سابقاً للقاء أمين السجل العقاري غالب أبو زين لتناقشه في الموضوع فما كان بالاخير الا ان تهّرب من اللقاء ولم يعد يجيب على هاتفه الخاص.

ويتابع حبيش انه "وفي كل قضاء هناك مساحات لا يسمح بالبناء عليها وهي لا يمكن احتسابها من ضمن المساحة الخاصة المسموحة للبيع ومع ذلك لم تتعدَّ 3%"، ولكن عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا كان قد اكد لـ"النشرة" سابقاً أن "المساحة الصالحة للبناء في المتن لا تتعدّى 30% في حين ان 20 أو 30 % من الاراضي الصالحة اصبحت في يد الغرباء".

وضع ساقية المسك-بحرصاف يختلف عن وضع كل القرى في المتن التي بيعت فيها الاراضي لأن المساحات المباعة كبيرة جداً. والسؤال يبقى: كيف يؤكد السياسيون ان المساحات في كل قضاء لم تتعدَّ 3 % في حين ان اكثر من 98 الف متر بيعت في ساقية المسك وحدها والقانون لا يسمح سوى بـ3000 متر؟

تصوير حسين بيضون (الألبوم الكاملهنا)

الاجزاء السابقة من ملف بيع الأراضي للأجانب الذي فتحته "النشرة":

(1)عقارات بـ"الدزينة" تباع لغير اللبنانيين في التعزانية: فهل يصبح اللبناني غريبا في أرضه؟

(2)"تلة الصليب" بأيادٍ سعودية والبلدية ستناضل لاسترداد الأرض

(3)بيع الأراضي للاجانب في الكفور الكسروانية "قد يكون حصل بمرسوم جمهوري" ومسؤولون يسهلون عمليات البيع

(4)85.099.50 متراً ملك لأمير إماراتي في "العيرون" المتنية: جريمة وطنية أو غنى عقاري؟

(5)بعد دلبتا "فتقا" الكسروانية في أيادٍ سعودية... والحبل على الجرار؟ (5)