أشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ​وليد الداعوق​ إلى أنه "لم يعد خفيا على احد مدى أهمية دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، وفي تأثيرها المباشر وغير المباشر، على العامة ولا سيما على وسائل الإعلام المسماة تقليدية، بحيث باتت مصدرا لا يستهان به للمعلومة وللخبر، بالرغم من عدم دقتهما وصدقيتهما في اغلب الاحيان"، لافتا إلى أن "هذا الدور فرض نفسه بقوة ووضع وسائل الاعلام التقليدية أمام تحديات جمة، ومن بينها التنافس على السرعة في تقديم المعلومة إلى الناس، مع ما تقتضيه من مسؤولية التحقق من صحتها وصدقيتها، ومدى ملاءمتها للموضوعية والدقة، وقابليتها للنشر أو البث".

وجاء كلامه خلال مشاركته في ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، للاعلان عن رسالة قداس البابا الفخري ​بنديكتوس السادس عشر​ لليوم العالمي السابع والأربعين لوسائل الإعلام بعنوان: "الشبكات الاجتماعية أبواب حقيقة وإيمان: فسحات جديدة للكرازة بالإنجيل" الذي يحتفل به في 12 أيار 2013.

وقال: "لا أرى في رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر إلا تكاملا للأدوار داخل الكنيسة والمجتمع"، لافتا إلى أن "هذا التكامل يمتد من جيل إلى آخر، ومن السلف إلى الخلف، من دون تغيير في الجوهر وفي الأهداف"، لافتا إلى أنه "عبر متابعاته اليومية مدى ما يقارب السنتين، لاحظت أن التنافس في مجال سرعة نقل الخبر أو المعلومة، عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والالكترونية، أوقع معظمها في مطبات التسرع والتناقض والتشويه إلى حد البلبلة والتشويش، والانزلاق بعض الأحيان حد مقاربة الفتنة، واعني بذلك ما حصل يوم الأربعاء الأسود في 15 آب عام 2012"، مؤكدا أن "هذا التنافس، المشروع أساسا، بهدف كسب أعلى نسبة من المستمعين والمشاهدين والمتصفحين، لغايات ربحية ولإقناع المعلنين، افقد معظم هذه الوسائل صدقيتها لا تخدم الحقيقة، التي تطرق قداسته إليها في رسالته".

ورأى أن "رسالة البابا وما فيها من معان سامية جديرة بأن تهدينا، نحن اللبنانيين، إلى ما ينقذ بلدنا مما يتخبط فيه من أزمات، تفضي اقله إلى الاتفاق على تأليف حكومة جديدة وقانون للانتخابات يتوافق عليه الجميع".

ونوه في سياق آخر بـ"الاعتذار الذي قدم إلى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وهو رمز من رموزنا الدينية التي نحترم ونجل، على اثر تناوله في احد البرامج التلفزيونية"، مشددا على أن "هناك فرق شاسع بين حرية الرأي والتعبير وبين تجاوز حدود اللياقة والأصول والتطاول على المقامات الروحية، لان ذلك دخيل على تقاليدنا اللبنانية، ولا يمت بصلة إلى أخلاق مهنة الإعلام".

من جهته، وصف رئيس المجلس الوطني للإعلام ​عبد الهادي محفوظ​ رسالة البابا بـ"الملهمة للاعلام المرئي والمسموع والالكتروني"، لافتا إلى أنه "بالنسبة الى الاعلام الالكتروني ليس هناك من قانون يرعاه لبنانيا حتى الآن، وهو إعلام حر وفي مشروع تعديل قانون المرئي والمسموع الذي انتهت من مسودته لجنة الإعلام البرلمانية هناك توجه لتنظيم الإعلام الالكتروني وجعله جزءا من الإعلام المرئي والمسموع"، مشيراإلى أنه "احتراما لفكرة حرية الإعلام الالكتروني وحمايته، وحتى لا يكون مستقبلا مدخلا لمحاصصات سياسية وطوائفية كما جرى مع الإعلام المرئي، تم الطلب إلى المواقع الالكترونية أن تحمي حقوقها عبر علم وخبر تودعه لدى المجلس الوطني للإعلام وتحوز على أساس ذلك إفادة".