ذكرت صحيفة "​اسرائيل​ اليوم" انه "في الخمسينيات من القرن الماضي شجعت الإدارة الأميركية بزعامة ايزنهاور المساعي الإسرائيلية لإنشاء ما يسمى بــ"حلف الأطراف"، وهو الحلف الذي ضم كلا من تركيا وإيران وإثيوبيا. وانطلاقا من هذا الإطار استطاعت الحكومات الإسرائيلية السابقة بزعامة دافيد بن غوريون وليفي أشكول توسيع دائرة النفوذ الإسرائيلي في آسيا وإفريقيا بمباركة الولايات المتحدة. وحدث ذلك لأن إسرائيل كانت تحرك الذراع الطويلة لواشنطن من أجل أن تدفع قدما المصالح الغربية في الأماكن التي لم تكن الإدارات الأميركية قادرة على العمل فيها مباشرة وبصورة علنية".

ولفتت الى ان "هناك انطباع اليوم فيما يتعلق بالشأن السوري بأنه يوجد تقاطع مؤقت ومحدود بين مصالح الولايات المتحدة من جهة ومصالح إسرائيل من جهة أخرى". فمن المعلوم أنه "من وجهة نظر البيت الأبيض فإن التدخل العسكري في المذبحة الدائرة في سوريا ليس خيارا واقعيا، وهذا لا يعود فقط إلى الآثار المؤلمة التي ما زالت في وعي باراك أوباما جراء حربي فيتنام وأفغانستان، بل إلى رفض أوباما أيضا أن يضع في سلم أولوياته أية عملية تورط برية باهظة الثمن. لكن رغم ذلك، فإن إيمان الرئيس باراك أوباما بالدفاع عن القيم الإنسانية العالمية يجعله غير قادر على أن يقف موقف اللامبالي أمام الموت والدمار اللذين تزرعهما قوات بشار الأسد".

واوضحت الصحيفة الاسرائيلية انه "في ظل هذه الإشكالية، وإزاء عجز الغرب حتى الآن عن معالجة الأزمة السورية، يمكننا أن نرى في قصف إسرائيل منشآت وأنظمة سلاح موجودة فوق الأراضي السورية، بحسب التقارير الأجنبية، بديلا محدودا وظرفيا من خطوات استراتيجية لواشنطن ولندن وباريس تتردد في اتخاذها، واتضح أن الوجود الجوي لإسرائيل في الساحة هو التعبير العملي الأكثر أهمية في مواجهة النظام المجرم في دمشق".

ويمكن القول، بحسب الصحيفة، إن "دخول إسرائيل المتكرر إلى ساحة القتال يتفق مع المصالح الأميركية أو الأوروبية، ويخفف من أزمة الضمير التي تعانيها الشعوب الأوروبية الرافضة للمذابح السورية ضد الشعب السوري الأعزل، مع الأخذ في الاعتبار ألا يؤدي هذا إلى تصعيد لعنف واسع النطاق".

واوضحت "اسرائيل اليوم" انه "مما لا شك فيه أن احتمال تحول نموذج العملية الجوية الإسرائيلية إلى نموذج تحتذيه قوات شمال الأطلسي في محاولتها ترسيم حدود، من شأنه أن يضيف نقاطا جديدة إلى إسرائيل بصفتها قوة استراتيجية بارزة استطاعت تخطي حاجز الخوف والشلل، ووجدت مجالا للعمل الفاعل، وفي الوقت نفسه المتقن والمحدود بأهداف معينة". ولفتت الى انه "علاوة على الشأنين السوري أو اللبناني المباشرين فإن الهجمات الإسرائيلية هي بمثابة رسالة ردع واضحة موجهة إلى طهران. وهي رسالة تخدم مصالح العرب، وتشكل مؤشرا أقوى بكثير من التهديدات اللفظية، وحتى العقوبات الاقتصادية القاسية".

واوضحت انه "في سنة 1958 وبعد الثورة في العراق وفي مواجهة التهديد المباشر الذي تعرض له حكم الملك حسين في الأردن فتحت إسرائيل مجالها الجوي، وسمحت للولايات المتحدة وبريطانيا بنقل قواتهما وعدد من المواد الخام إلى الأردن، وشكل هذا مؤشرا أساسيا لتحول إسرائيل إلى ذخر استراتيجي مهم بالنسبة إلى البيت الأبيض".

وتابعت "اليوم وفي ظل تحسن مستوى التعاون الاستراتيجي مع واشنطن، يمكننا أن نرى في أحداث الأيام الأخيرة تعبيرا جديدا عن مساهمة إسرائيل في دفع المصالح أو الأهداف الأميركية في المنطقة قدما، على أمل أن تحقق هذه الاستراتيجية أهدافا في مجالي الردع والعقاب".