على وقع ذكرى يوم النكسة واحتلال الكيان اليهودي لأراضي فلسطين ورغم الألم الذي تركه هذا اليوم في نفوس الكثيرين من شعوب العالم العربي الا أن السوريين استيقظوا أمس على واقع جديد واقع بشّر فيه السيد حسن نصرالله واكده الرئيس بشار الاسد واقع ولّت فيه الهزائم وكرّست مكانها الانتصارات
عملية عسكرية مفاجئة على الجزء الشمالي من مدينة القصير نفذها الجيش السوري مستعيداً بذلك المدينة بشكل كامل خلال ساعات قليلة هذه العملية الخاطفة فاجأت المسلحين المتحصنين من حيث التوقيت وغزارة النيران التي استخدمها الجيش في تقدمه على محاور الاشتباك لدرجة ان معظم الصفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي فوجئت بالخبر ولم تصدق ان المدينة قد حررت سقطت بمفهومهم وظلت مصرة لفترة ان المدينة لاتزال تحت سيطرة المسلحين رغم النقل المباشر عبر بعض القنوات الفضائية التي واكبت الجيش اثناء دخوله المدينة
القصير ذات الاهمية الاستراتيجية استعادها الجيش السوري بالكامل ما يمهّد لمرحلة جديدة من الانتصارات الميدانية سمتها الابرز هي الارتياح الاستراتيجي اذا امكنت تسميته بذلك
فسقوط مدينة القصير بالمفهوم العسكري سيمنح الجيش السوري امكانية التنقل المريح بين خطوط الاشتباك في مختلف مناطق الغرب السوري أي المنطقة الممتدة من درعا جنوباً باتجاه العاصمة دمشق شمالاً نحو حمص طرطوس اللاذقية هذا اذا ما قسمنا سورية بشكل طولي من الجنوب الى الشمال وقطع الامداد عن مناطق مختلفة كانت القصير فيما مضى خزاناً رئيسياً لها للإمداد والتسليح بالعتاد والعديد
وباستكمال السيطرة على ما تبقى من الغوطة الشرقية المحاصرة اصلاً والتي يعاني مسلحوها انقطاعاً شبه تام بالإمداد وما تبقى من جيوب خارجة عن السيطرة في ريف درعا وعلى منطقة الحصن التي يقوم الجيش بالحشد لتحريرها وبحسب المعطيات سيكون ذلك قريباً
وبذلك يكون الجيش السوري قد فرض سيطرة تامة على منطقة غرب سورية ما سيمكنه من اخذ نفس طويل لاستعادة نشاطه والاستعداد بشكل جيد لمعارك الشرق السوري والتي من المرجح أن تكون حلب وريفها فاتحةً لها
انتصار معنوي كبير أيضاً حققه الجيش أمس ما سيعطي مقاتليه اولوية قتالية كبيرة تضاف الى المعنويات العالية التي يتمتعون بها اصلاً يستفيدون منها في معاركهم المقبلة والتي كان لها فضل كبير عبر التاريخ بانتصارات عديدة لجيوش صغيرة على أخرى تَفوقها عدداً وعدة
هذا التقدّم الاستراتيجي لا يمكن قياسه ميدانياً فقط بل سيكون له وقع قوي على طاولة المفاوضات السياسية في جنيف 2 والتي بحسب التصريحات الاخيرة ستكون في شهر تموز المقبل
وقد أكد هذه التصريحات أمس المندوب الدولي للأمم المتحدة الى سورية الاخضر الابراهيمي بعد المشاورات التي اجراها مع الطرفين الروسي والاميركي في جنيف حول التحضير للمؤتمر الدولي للتسوية السورية معرباً عن امله بأن ينعقد المؤتمر في شهر تموز
كما أكد الابراهيمي أن المباحثات كانت بناءة وتم خلالها احراز خطوات ايجابية اضافية وقال في مؤتمر صحافي له: «نتفق جميعاً بقوة بأن الحل السياسي للازمة هو الحل الوحيد الممكن وان هناك الكثير من العمل الذي يجب استكماله لعقد المؤتمر وان هدف جنيف 2 سيكون ايجاد حل سياسي من خلال اتفاق شامل بين الحكومة السورية والمعارضة لتنفيذ كامل لبيان مجموعة العمل الصادر بعد مؤتمر جنيف1 بما فيه خلق حكومة انتقالية باتفاقية مشتركة تمارس صلاحيات تنفيذية كاملة»
وكشف الابراهيمي انه سيعقد مع الطرفين الروسي والاميركي جلسة مباحثات اخرى في 25 حزيران الجاري في جنيف مشيراً إلى أنه على المعارضة السورية استكمال الكثير من العمل للمشاركة في هذا المؤتمر