لم يكن ينقص الا دعوة دول مجلس التعاون الخليجي الى رعاياهم عدم السفر الى لبنان ليكتمل المشهد القاتم للسياحة اللبنانية في صيف 2013 هذا مع العلم ان هذا الاعلان رأى فيه البعض لزوم ما لا يلزم وتأكيد المؤكد الا ان صفته الرسمية ربما هي التي ميزته فقط لكنه كان معروفا وجليا على الارض وعند كل اهل السياحة بدليل نسبة الحجوزات في الفنادق والمنتجعات السياحية والشقق المفروشة ووكالات تأجير السيارات وكان الكل يتوقع خسارتنا للموسم السياحي فبيار الاشقر رئيس نقابة اصحاب الفنادق سبق ان توقع مؤخرا ان حتى اهلنا في الاغتراب لن يحضروا الى لبنان ومثله كان موقف باقي الفعاليات السياحية. وصولا الى المواطن العادي الذي بات يعرف اننا على موعد مطلع كل صيف مع المشاكل والاهتزازات الامنية.

«اللواء» سألت فاعليات اقتصادية وسياحية عن وقع هذه الدعوة من قبل مجلس التعاون الخليجي على السياحة والاقتصاد عموما وعن تأثيراتها وتداعياتها القريبة والبعيدة المدى؟

شقير

رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير وصفها بالكارثة الاقتصادية، موضحا ان الكل يعرف ان اقتصادنا مبني على السائح الخليجي والاستثمارات الخليجية وصادراتنا اللبنانية معظمها تتجه الى دول الخليج وقال: لكنني لا الوم دول مجلس التعاون الخليجي دعوتها مواطنيها بعدم السفر الى لبنان ان كان الشعب اللبناني اليوم يشعر بالخوف.

ولدى سؤاله عن تداعيات القرار على الاقتصاد والسياحة اشار انه لم يعد يوجد اقتصاد ولهذا السبب تنادت كل الهيئات الاقتصادية والنقابات وكل المعنيين بالشأن الاقتصادي (اليوم) الثلاثاء للتجمع عند الحادية عشرة في البيال لاطلاق صرخة كبيرة لأن البلد على شفير الانهيار ووضع المؤسسات متعثر شهدنا قبل يومين اقفال مصنع الشكلتس الذي يضم 100 عامل مع انه استثمار اميركي لا نعرف الى اين يريدون اخذ لبلد.

وتساءل شقير «اين السياحة ان كان بالمعتاد بداية شهر رمضان الذي يصادف في الاسبوع الاول من تموز يغادر السياح العرب اليوم نحن نتخوف من ان لا يحضر المغتربون الناس يتخوفون من حرب اهلية».

الأشقر

وماذا ننتظر من دول الخليج ان كنا غطسنا في قضايا كان مبدئيا غير مفروض ان نتدخل بها؟ بهذه الكلمات علق رئيس نقابة اصحاب الفنادق بيار الاشقر على قرار دول مجلس التعاون الخليجي واعرب في حديثه لـ«اللواء» عن تخوفه من ان تطول قصة الحظر الخليجي لسنتين أو ثلاثة خصوصا ان الحرب في سوريا لا تبدو نهايتها قريبة.

ولفت الى التداعيات الخطيرة لغياب السياح على الاقتصاد عموما «لان السياحة هي قاطرة اساسية للاقتصاد وحين تتاذى السياحة تتضرر التجارة والاستثمارات والعقارات والزراعة وما الى هنالك».

وعن وضع الحجوزات قال الاشقر ان لا وجود لحجوزات الفنادق تشغلها في هذه الفترة رجال الاعمال والمؤتمرات لكن هذه الحركة ستتوقف بين 15 و20 الجاري والاخبار في الاعلام لم تزل سيئة توترات امنية هنا وهناك وهذه الاخبار تؤثر سلبا على السياحة.

هل من فرصة للانقاذ؟ نعم قال الاشقر «لان لبنان بلد العجائب اذا وعى السياسيون وسمحوا بتأليف حكومة ربما يحصل نوع من نهوض وهذا امر وارد لاننا نعرف جميعا انه بمجرد حصول اجماع وطني على تسمية الرئيس تمام سلام شهدنا انفراجات وصرح السفير السعودي عن صيف واعد في لبنان من هنا فان احتمال تغيير المشهد السياحي وارد».

بيروتي

من جهته رئيس نقابة المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي رأى ان قرار دول مجلس التعاون الخليجي غير مستغرب نظرا للظروف التي تعيشها المنطقة وهو منفذ اصلا وقد سبق لدولة الامارات العربية المتحدة ان قاطعت لبنان سياحيا عموما فان الوضع وصل الى مكان باتت الانعكاسات سلبية جدا على القطاع السياحي في البلد وعوضا من ان ننفذ النأي بالنفس حشرنا انفسنا بمعارك المنطقة لذا نتمنى ان يعود السياسيون لتطبيق قرار النأي بالنفس لتجنيب البلاد ازمة اقتصادية كبرى.

اما بالنسبة للسياحة اعرب بيروتي انه لم يزل بالامكان انقاذ السياحة لان اي تغيير بالسياسة يرجع الموسم السياحي ومعروف ان العرب يحجزون في اللحظة الاخيرة والدليل ما حصل في عامي 2006 و2009 وبالنسبة لحال الحجوزات اليوم اشار بيروتي الى انها تبلغ 60% لكن كل يوم بيومه تحصل تغيرات الا اننا نتخوف من شهر اب لان نسبة الحجوزات لم تزل منخفضة جدا.

وامل بتغير هذا الوضع لان هناك ازمة كبيرة تعيشها المؤسسات السياحية في الجبال خارج بيروت وجونيه وهذا الوضع خطير لانه سيضطر ابناء الجبال للقدوم الى العاصمة والبحث عن فرص عمل مما يشكل حزام بؤس في محيط العاصمة مع ما يرافقه من مشاكل اجتماعية.

اللبان

رئيس نقابة اصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان اسف لما صدر عن دول مجلس التعاون الخليجي لما لهذه الدعوة من تأثير سلبي على السياحة اللبنانية وعلى الموسم الذي كنا نعول عليه –قال- كنا نأمل ان تستتب الاوضاع ويزورنا السياح في الصيف وفي عيد الاضحى واشار الى انه لا يحب التشاؤم وانه كان يفضل التريث حتى منتصف الجاري لتتوضح صورة الحجوزات اكثر لكنه اكد ان اليوم لا يوجد حجوزات ويقتصر الامر على بعض الزوار من العراق بعضهم بداعي الاستشفاء ومن سوريا هربا من الحرب في بلدهم.

مجلس التعاون الخليجي

هذا وكانت دول مجلس التعاون الخليجي طلبت اول من امس من رعاياها عدم السفر الى لبنان او البقاء فيه حفاظا على سلامتهم وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني إن دول مجلس التعاون الخليجي الست تطلب من رعاياها عدم السفر إلى لبنان أوالبقاء فيه حفاظاً على سلامتهم.

وأضاف: إن «ذلك يأتي تأكيداً لدعوة معظم دول المجلس مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك، الأمر الذي يجعل وجود مواطني دول المجلس فيه غير آمن».