رأت صحيفة "الجزيرة" السعودية أن "من الواضح أن الحزب الحاكم في جمهورية مصر العربية، حزب الحرية والعدالة الإخواني، فشل في تحقيق ما يشفع له أو يسمح بالتعاطف أو حتى الوقوف على الحياد من قبل الجمهور العادي، ناهيك عن رجال الفكر والسياسة والأحزاب والدين والإعلام والثقافة والفن والرياضة ليس في مصر العروبة فقط، بل في كل العالم العربي، لم يسبق أن أجمع الناس بهذا التنوع وبهذه الكثافة في معارضة حزب حاكم كما يحدث في مصر، وكم أشفق على الواجهة، أقصد الرئيس مرسي، أشفق عليه وله".

وأضافت: "فيما مصر تواجه إخفاقات اقتصادية وسياسية وأمنية يتحدث الحزب الحاكم عن مؤامرة تحاك ضده، بحيث يوسم كل كشف أو نقد أو فكاهة أو سخرية على الواقع، أو مطالب أو معارضة بأنها جزء من مؤامرة وأصابع خارجية وداخلية".

وإعتبرت أن "هذا التفسير العاجز يؤكد أن الإخوان أضعف من كل التحديات، بل أقل قدرة على استيعاب الواقع، بعد أن فقدوا كل الفرص التي منحت لهم، وخاب ظن من صدق الوعود الإخوانية التي لم يتحقق منها حتى الحد الأدنى، حتى الميزة الوحيدة التي تميز بها الخطاب الإخواني الفصيح الرنان الكاذب، فصاحة الخطابة واللغة، ذهب بريقها ومفعوله عند دخوله في جزئيات تثبت انفصاله، انفصال لا يختلف كثيراً عن الخطابات الثلاثة الأخيرة للرئيس السابق حسني مبارك، الاختلاف الوحيد أن خلف مرسي حزب سياسي ديني يسيطر عليه مرشد وأعوانه الذين يشاركون في صياغة وتشكيل هذه الخطابات الفارغة التي تصلح لفرح جماعة في قرية نائية وليس لأمة. بل إن القوى المصرية المختلفة تؤكد أن خطاب مرسي الذي ألقاه الأربعاء الماضي، سيزيد حالة الاحتشاد المناهضة له اليوم.. فهل تآمر على نفسه أيضاً؟".

وأشارت إلى أن "اشتباكات الإخوان مع الجميع لم تتوقف، من كل المجالات والثقافات والاختصاصات والإدارات، والخصومة السياسية وصلت للقطيعة من وقت مبكر، إلا أن الإخوان وأعضاءهم والمنتمين لا يزالون يتحدثون عن المؤامرة"، لافتة إلى أن "مصر تغلي والمواطن العادي نزل الشارع، والملايين وقّعوا بأسمائهم لحملة تمرد لمطالبة الرئيس بالرحيل، منهم عمّال وصنّاع وكل فئة من المجتمع المصري يمكن أن نفكّر بها، إلا أن الإخوان وأعوانهم ما زالوا يتخيّلون المؤامرة".

وأضافت: "الجيش نزل الشوارع لتأمين المناطق الحيوية، والناس حملت ملابسها وخيامها وطعامها البسيط إلى ميدان التحرير قبل يومين من اليوم المحدد، والإخوان وأغبياؤهم يهلوسون عن مؤامرة تحاك ضد مصر".

وأكدت أن "ما يحدث في مصر وبعد سنة من حكم الإخوان ورئاسة محمد مرسي للجمهورية هي أكثر من فشل، هي أخطار كبيرة، تنذر بحرب أهلية"، معتبرة أن "مصر تنتفض اليوم ضد طغيان الإخوان وجهلهم السياسي وإخفاقهم الإداري وخيانتهم وأخونتهم للدولة".