رأت صحيفة "​الأهرام​" المصرية أن "الولايات المتحدة والدول الأوروبية تخطىء إذا لم تقرأ المشهد السياسي المصري بعد ‏30‏ حزيران بعناية‏،‏ فلم تكن ثورة الشعب المصري ولا تجاوب الجيش معها بقوة من أجل استعادة الدولة المدنية المصرية فقط‏، بل كانت في جانب منها استكمالا لعملية التحرر التدريجي من سطوة الغرب، ومحاولاته للتدخل في الشأن الداخلي المصري، وإصراره علي إعطاء المصريين دروسا في كيفية تنظيم حياتهم أو صياغة الديمقراطية وفقا لمصالحهم ومع القوى المتحالفة والخانقة لهم".

وتابعت "لذا لم يكن غريبا، ولا ينبغي أن يكون، ذلك الصعود الصاروخي في شعبية الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري الذي تصدي لكل الضغوط الأميركية والغربية حتي لا يتجاوب مع شعبه ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن المؤسسة العسكرية كلها ـ وليس الفريق السيسي وحده ـ اختارت ـ كما العهد بها دوما ـ الانحياز إلى الشعب، وتلبية أوامره في الحفاظ على الدولة المدنية وعدم التفريط في حبة رمل واحدة، سواء في سيناء أو حلايب وشلاتين".

وإعتبرت أنه "من الغريب ألا تدرك الدوائر الغربية عموما والأميركية ـ على وجه الخصوص ـ أن المصريين قد ضاقوا ذرعا من المسلسل السخيف الذي يلوح بقطع المعونة كلما جرى خلاف ما بين واشنطن والقاهرة، ولا يخفى على المراقبين أن ثمة تناميا في مشاعر الكراهية بقوة لدى جموع المصريين إزاء مسألة المعونة هذه، والتي ترغب الغالبية العظمي من الشعب المصري في التخلص منها، بل وتقليص العلاقة مع واشنطن وأوروبا نظرا لأنهما لا يبديان حساسية في التعامل مع دولة ذات حضارة عريقة تمتد لـ7 آلاف عام، ويطالب شعبها بالتعامل بقدر من الاحترام والندية".

وأوضحت أنه "يبقى أن الدوائر الغربية عليها أن تدرك أن المزاج العام المصري لا يحمل الكثير من الود تجاه واشنطن، وذلك لانحيازها الصارخ لإسرائيل، والشعور القوي بأن الفريق الخاسر في العلاقة المفروضة عليه مع واشنطن، وأن المعونات هي لمصلحة الأميركان ولا يحصل منها إلا على الفتات، كما أن أوروبا لا تقيم علاقات متوازنة مع بلاده، وأن التطلع إلى الشرق ربما يكون أجدى، لأن التعاون التجاري والاقتصادي، بل والمعونات، لا تكون مرتبطة بشروط سياسية، ومن هنا فعلى واشنطن والغرب اليقظة لأنهما لو خسرا مصر فسيخسران العالم العربي".