لفتت صحيفة "​الأهرام​" المصرية الى أن "​المحكمة الدولية​ الخاصة بلبنان حددت اخيرا وبعد ثمانية اعوام تاريخ ‏13‏ كانون الثاني المقبل موعدا لبدء محاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق ​رفيق الحريري​،‏ لتكون بذلك المرة الأولى التي يحاكم فيها متهمون بقضية اغتيال سياسي في لبنان‏،‏ منذ اندلاع الحرب الأهلية العام ‏1975".‏

ورأت أنه "بكل المقاييس ستعتبر هذه المحكمة محاكمة القرن، فالمجني عليه ليس مجرد شخصية سياسية عادية، ولكنه قطب سياسي كان له دوره العربي والدولي الفاعل، وعملية الاغتيال أدت إلى خروج الجيش السوري من لبنان بعد 30 عاما من الهيمنة علي هذا البلد الصغير والمتهمون الأربعة ينتمون إلى حزب الله، الذي يعاني الآن موقفا حرجا للغاية في لبنان بسبب تداعيات الأوضاع في سوريا، وتدخله المباشر هناك إلى جانب نظام بشار الأسد في مواجهة المعارضة".

ولفتت الى أنه "كما أن توجيه أصابع الاتهام من جانب المحققين الدوليين إلى عناصر من حزب الله، كان بمثابة مفاجأة نظرا للحوار الذي كان مفتوحا بين الحزب والحريري قبيل اغتياله، والحزن الكبير الذي أظهرته قيادات حزب الله على الحريري عقب حادث الاغتيال، لدرجة أن بعض مناصري الحريري طلب من الحزب اشتراك خبراء منه في فحص مكان الاغتيال لمحاولة التوصل إلى خيوط تدل على القاتل".

ورأت "الأهرام" أن "محاكمة قتلة رفيق الحريري في ظل الظروف الحالية، ستكون محاكمة للنظام السياسي في سوريا ولبنان، وستكشف عن أسرار جديدة قد تكون لها علاقة بعمليات اغتيال أخرى وفي كل الأحوال ستكون لهذه المحاكمة وقراراتها النهائية، تداعيات كثيرة على الأوضاع في لبنان، ومستقبل حزب الله في قلب التركيبة اللبنانية وحقيقة دوره بين المقاومة والاغتيالات".