ترخي الحالة السياسية المأزومة في لبنان بثقلها على الاوضاع الداخلية العامة، الامنية والاقتصادية والاجتماعية نظراً للترابط الشديد بين الاستقرار والأمن والازدهار هذا المثلث الذي يرسّخ مفهوم السيادة والاستقلال، ويؤكد على نظرية الانماء وحق الناس على الدولة بأن تقدم لهم الخدمات الاساسية والحياتية، وأن تحمي حقوقهم، وتجعلهم يطمئنون الى حاضرهم ومستقبلهم، في ظل وضعية الثورات والحراك الشعبي التي تشهدها بعض الدول العربية منذ زمن.

ان ترابط الانماء والازدهار بالأمن والاستقرار هو من بديهات الامور ومن اهم الشروط وأبسطها لدفع العجلة الاقتصادية وتزخيم الفعل الاستثماري في البلد. وهذا كله له علاقة مباشرة بالحالة العامة التي تعتبر المؤشر الاول للنهوض الاقتصادي والتطور السياحي، الذي يشكل ركيزة الميزان المالي والتوازن في عملية النمو المستدام للمجتمع.

ولعل من أهم العوامل الداعمة للاستثمار في اي بلد هو الامن القضائي الذي يكفل التوظيفات المالية ويجعل المستثمر يطمئن الى أشغاله، والى ان القانون يحمي اعماله ويمنع الاعتداء عليه والتعدّي على حقوقه.

وإضافة الى الامن القضائي وحماية القانون، تظهر الحاجة ملحّة وأساسية الى توفير أمن المرافئ والمطارات وحماية عمليات الاستيراد والتصدير، لان أمن المواصلات هو المدخل الرئيسي الى حالة الاستقرار العام، وهو العنوان والعنصر الاول الذي يشجع على انفتاح البلد وعلى طمأنة الناس على استثماراتهم وأموالهم .

ولان أمن المطارات وسلامة الوافدين والمسافرين، هما من واجبات الدولة والمؤسسات الامنية الرسمية، ثمة مخاوف لدى البعض، من لبنانيين ومغتربين واجانب، بأن الحالة الامنية، تمرّ بظروف دقيقة واستثنائية، تستوجب من المسؤولين في الدولة البحث جدياً عن استحداث مطار ثان في لبنان يكون رديفاً لمطار بيروت الدولي، لا بديلاً عنه. وهذا ما تفرضه الحركة الكثيفة والمتنامية للمسافرين، وطائرات الشحن، التي تشكل اسطولاً جوياً وشرياناً حيوياً للاقتصاد اللبناني بطبيعته التي تتصف بالليبرالية ونظامه الحرّ وتوجهاته الانفتاحية على الاسواق المالية والسياسات المصرفية الرصينة والناجحة.

ولاننا في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، حريصون على سمعة لبنان كوطن ودولة وكيــان، ومتمسكون بدوره الحضاري وقدرته الدائمة على النهوض، وغيورون على مصالح ابناء الانتشار اللبناني وسلامة اقامتهم وامن استثماراتهم، اضافة الى سعينا لتوسيع قاعدة النمو الاقتصادي وتعزيز حركة السياحــة، التي هي، الى جانب تحويـــلات المغتربين، عصب الميزان الاقتصادي، نقترح على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ودولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي ودولة الرئيس المكلف الاستاذ تمام بك سلام، ومسؤولي الاحزاب والقوى السياسية والكتل الاقتصادية والمجتمع المدني، ان يتوافقوا سريعاً على استحداث مطار لبنان ثانٍ يكون بمثابة المتنفس الفعلي والجديد للبلد، بعد تزايد المتطلبات المشروعة والمحقة، التي تحتم اتخاذ هذا القرار الهام، والذي لا بد ان تكون له نتائج ايجابية لكل اللبنانيين، بكل طبقاتهم وتوجهاتهم.

لماذا مطار رياق ؟ لماذا مطار المغترب اللبناني ؟

ان اعتماد مطار ريــــــاق في البقاع الاوسط مطاراً مدنياً ثانياً في لبنان، هو أمنية ومطلب كل مواطن عقلاني وصالح يهمه تقدم الوطن ومستقبله. وهذا أمر نراهن عليه نحن في الانتشار اللبناني، ونعتبر اننا معنيون بطرح هذا الاقتراح ومتابعة عملية تنفيذه وتمويل هذا المشروع الوطني والحيوي. فمطار ريـــــاق يشكل في موقعه وجغرافيته، نقطة الارتكاز على الخارطة اللبنانية، لانه يقع على خطّ الترانزيت بين لبنان والدول العربية من الناحية الاقتصادية والتواصلية، ولانه ملتقى التقاطعات بين الجبل وبيروت والجنوب والبقاع، اضافة الى كونه يخفف العبء عن مطار بيروت بعد تزايد عدد المسافرين منه واليه، من دون ان ننسى حجم الاندفاع الاستثماري الذي ستشهده منطقة البقاع وما سيؤمنه هذا المطار من الاف فرص العمل التي تلبي تطلعات الالاف من شبابنا اللبناني، وترسخهم بارضهم، وتزيد من التزامهم بالوطن، وتجعلهم معنيين بنهوض البلد، ومتفاعلين مع قضاياه

واقتراحنا الانمائي هذا، بإنشاء (مطار المغترب اللبناني) ينبع من اندفاع وطني، ومن تلمسنا الحاجة الى ايجاد هذا المرفق الحيوي العام، الذي سيكون له وقع المفاجأة لدى البنانيين والعرب والعالم.

وتحسساً منا كمغتربين ومسؤولين في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بوجوب الاسهام الفعلي بتحقيق هذه الامنية- الحلم، نعلن للبنانيين، دولة ومسؤولين ومواطنين، اننا ملتزمون، شرفاً ووعداً، بتمويل انشاء وتجهيز وتطوير مطار ريـــــاق، ونتعهد نجاح اعماله والارتقاء به الى مراتب المطارات ذات المواصفات العالمية والحديثة، من دون ان نثقل على الدولة بأي تكلفة . فالانتشار اللبناني الذي يتمنى اطلاق تسمية (مطار المغترب اللبناني) على مطار رياق، يعد ويتعهد امام اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، ان يقوم بكل واجباته المادية والمعنوية، لتنفيذ وإطلاق (مطار المغترب اللبناني)، وان يكون لبنانيو الانتشار الممولين الوحيدين لهذا المشروع الذي نراه على مستوى الوطن الذي نتمنى ان يتحقق قريباً بهمة المسؤولين في الدولة.

* رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم