أكدت رئيسة دير ما تقلا ​معلولا​ في سوريا الأم بيلاجيا صياح أن "ليلة الأمس كانت أكثر هدوءاً من الليلتين الماضيتين رغم استمرار الإشتباكات بين الحين والآخر بين ​الجيش السوري​ النظامي و​جبهة النصرة​"، موضحةً أن الهدوء ما زال يسيطر في هذه الأثناء في البلدة، ولكنها أشارت إلى أنها لا تعرف إذا كان ذلك يشكل "جمراً تحت الرماد".

ولفتت الأم صياح، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "المسيحيين في معلولا يعيشون حالة من الخوف والهلع"، مؤكدة أن "بعض أبناء البلدة ما زالوا يتجولون فيها ولكن بتحفظ". وقالت: "أهم شيء الآن بالنسبة لهم هو تأمين الخبز".

ونفت المعلومات عن جثث متروكة على الأرض، ونفت أيضاً أن يكون أحد قد اعتدى على الدير. أما عن الأديرة المجاورة فأوضحت أنها "لا تعلم بأي شيء حتى الساعة".

وعلى عكس ما تداولت به بعض وسائل الاعلام العالمية منذ صباح اليوم حول انسحاب مسلّحي "جبهة النصرة" من قرية معلولا في سوريا، تبيّن بعد اتصالات اجرتها "النشرة" أن مسلّحين من "جبهة النصرة" الارهابية ما زالوا يسيطرون على البلدة وهم في داخلها يعيثون فسادا، وسط خوف عارم من الاهالي ونزوح البعض منهم الى خارج القرية.

وقد أشارت احدى الراهبات الى أن مسلحين من الشيشان دخلوا البلدة وذبحوا جنود الجيش السوري المتواجدين داخل القرية واعتدوا على بعض الاهالي وارهبوا البعض الآخر، فيما أطلقوا النار عشوائيًّا وقتلوا عددًا من السكان، لافتة إلى أنّ المسلحين عمدوا أيضا إلى تخريب بعض الكنائس وبعض المغاور المسيحية الأثرية في البلدة.

وتحتوي معلولا، التي يعني اسمها الهواء العليل ويقول باحثون إنها تعد من أقدم المدن المسيحية في العالم حيث يعود تاريخ بنائها لعدة قرون قبل الميلاد، على معالم سياحية وتاريخية مسيحية بارزة أهمها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل (سلسلة جبال لبنان الشرقية)، كما يوجد فيها دير مار تقلا الشهير ويتكلم أهلها اللغة الآرامية القديمة (لغة السيد المسيح) إلى جانب العربية وغالبية سكانها من الطائفة المسيحية.