اعتبر نائب وزير الاعلام السوري ​خلف المفتاح​ أن "الحكمة السياسية وتوظيف الأوراق في الوقت المناسب التي هي من طبائع السياسة السورية خلال العقود الماضية فوتت على قارعي طبول الحرب الفرصة التي اعتقدوا أنها ستكون الأخيرة التي توصلهم إلى غاياتهم وأهدافهم المتمثلة في الوصول الى السلطة بأي ثمن، حتى لو كان دمار سورية وجيشها ومؤسساتها".‏

وفي مقال له في صحيفة "الثورة" السورية، قال المفتاح: "لقد فشل تجار الحروب ومستثمرو دماء الشعوب من تمريرأزعومة استعمال السلاح الكيماوي من قبل الجيش العربي السوري، فاحتاروا في تبرير نواياهم بالعدوان، فنراهم تارة يتحدثون عن خرق قواعد القانون الدولي ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية وتارة أخرى بردع الدول عن إنتاج مثل تلك الاسلحة، التي يرون فيها تهديداً لحلفاء أميركا في المنطقة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، الذي يعلم الجميع أنه يمتلك ترسانة هائلة من الأسلحة النووية والجرثومية المحرمة دوليا".

ورأى أن "أكثر الناس باتوا يدركون أن السبب الحقيقي الذي يقف وراء التهديدات بشن عدوان أميركي مباشر على سورية هو فشل وعجز أطراف العدوان عليها طوال ما انقضى من عمر الأزمة عن تحقيق أهدافهم ,المتمثلة في تدمير الجيش السوري والدولة السورية وتحطيم المجتمع السوري وإسقاط نظامها السياسي الوطني، ومحاولة إيجاد واقع تقسيمي في البلاد التي وحدتها الأرض والسماء، فجيشنا العربي السوري البطل لا يواجه مجموعات إرهابية فقط يل يواجه مشروعاً أميركياً إسرائيلياً يسعى لشرذمة سوريا وتقطيع أوصالها وصولً للهدف الكبير,وهو تحقيق الحلم الصهيوني بتقسيم الدول العربية الى كانتونات طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة يسهل ابتلاعها واحتواوها".‏

واعتبر إن "هذا الفشل الذريع في تحقيق تلك الأهداف الشريرة هو الذي دفع الإدارة الأميركية وتوابعها وحلفاءها وغرف استخباراتها إلى ابتداع أكذوبة وأزعومة السلاح الكيماوي، لتكون المبرر للعدوان عليها بعد أن عجز وكلاء العدوان في الداخل من قتلة وإرهابيين ومجموعات مسلحة مدعومة خارجياً من تحقيق ذلك ,فجاء الفاعل والمحرض الأساسي ليقوم بهذا الدور بشكل علني ومباشر وهو في هذه الحالة سيدهم الأميركي".‏

وأِشار الى ان "الرئيس الأميركي باراك اوباما ومطبخه السياسي والاستخباراتي أنفسهم في ورطة وفي مواجهة مع الحقيقة، فنراهم اليوم يتخبطون في تصريحاتهم ويحاولون استمالة وخداع الرأي العام العالمي والأميركي بهدف تبرير العدوان المزمع شنه على سوريا، علماً أن كل المؤشرات واستطلاعات الرأي العام في أميركا ودول الغرب عموماً تشير إلى رفض إغلبية الشعب الأميركي والشعوب الاوربية لهذا العدوان، وهو ما يرتب على أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن وغيرها من عواصم العدوان إعادة النظر في توجهاتهم العدوانية خدمة للأمن والاستقرار العالمي وحفاظاً على الشرعية الدولية، التي تشمل صمام أمان للكثيرمن شعوب العالم .وخاصة بعد أن أعلنت الحكومة السورية موافقتها على المبادرة الروسية فيما يتعلق بموضوع السلاح الكيماوي وما لقيته تلك الموافقة من صدى إيجابي على الصعيدين الداخلي والخارجي خاصة ومساهمتها في نزع فتيل الأزمة المفتعلة".‏

وقال: "إن سقوط كل الرهانات على تحقيق الأهداف الأميركية بمواجهة سورية الدولة والنظام السياسي, سواء عبر أدوات الداخل أو الخارج يعود لاسباب عديدة يأتي في مقدمتها قوة وصلابة المكون الوطني السوري وجيشه الذي تربى على عقيدة وطنية وقومية، وكذلك ثبات الموقف السياسي للقيادة السورية وحكمتهها السياسية على الرغم من شدة وشراسة الهجمة التي واجهتها سورية أرضاً وجيشاً وشعباً ومؤسسات، إضافة إلى دعم الأصدقاء والحلفاء الذين أدركوا بشكل مبكر أن الأهداف البعيدة لما يجري في سورية أبعد بكثير مما حاول تسويقه مدعو السياسة وتجارها ومراهقوها".‏