اشار العلامة السيد علي فضل الله، في كلمة له خلال خطبة الجمعة الى ان "الشعب الفلسطيني كان ينتظر من جامعة الدول العربية أن تتخذ مواقف عملية داعمة للشعب، وأن يكون صوتها صارخاً بوجه هذا الكيان الصهيوني وبمستوى صموده البطولي والتضحيات التي يقدمها، وإننا لم نكن ننتظر من هذه القمة أن تعلن حرباً على هذا العدو وأن تقف في موقع المساندة له كالذين وقفوا معه، ولكننا كنا ننتظر منها موقفاً حاسماً تجاهه وتجاه داعميه من خلال القدرات التي تمتلكها ووسائل الضغط القادرة عليها إن هي تعاونت وشد بعضها أزر البعض، أو على الأقل أن تسمح لشعوبها بالتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومد يد العون إليه".

واعتبر فضل الله إن "من المؤسف أن لا يخرج المؤتمر وفي هذه المرحلة التي تواجه القضية الفلسطينية أصعب مراحلها سوى ببيان إدانة لهذا الكيان، بل نجد هناك من يسعى إلى توسعة دائرة التطبيع معه أو من يضع اللوم في كل ما جرى على المقاومة فيها، ما قد يشجع هذا الكيان على التمادي في حربه".

وتابع :"نصل إلى لبنان الذي تستمر فيه المقاومة على خيارها، في نصرة الشعب الفلسطيني وحضورها الفاعل في مواجهة آلة العدو العسكرية، وهي قدمت ولا تزال التضحيات الجسام من قادتها الميدانيين وكوادرها والتدمير الممنهج الذي يمارسه هذا العدو على القرى الحدودية، وتقدم في كل يوم درساً جديداً لهذا العدو الذي يمني نفسه باجتياح جديد للبنان، بأن لبنان لم يكن ولن يكون لقمة سائغة لهذا الكيان، وأن على العدو أن يفكر ملياً قبل أن يقدم على ذلك".

واعتبر فضل الله "إننا أمام ما يجري، نجدد دعوتنا للبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسية، أن ترى في كل ما يجري حماية لهذا الوطن من كيد العدو الآن وفي المستقبل، وأن أي تصويب على المقاومة في هذه المرحلة هو خدمة مجانية لهذا العدو ويساعده على تحقيق أهدافه في هذا البلد".

واكد فضل الله على ضرورة العمل بكل جدية لإيقاف النزيف السياسي والاقتصادي والأمني، بفعل عدم التوصل لملء الفراغات فيه إن على صعيد رئاسة الجمهورية أو معالجة الملفات التي لن تعالج في ظل عدم وجود دولة مكتملة الأركان، وعلى رأسها ملف النازحين السوريين، ولمواجهة المرحلة القادمة عندما تنضج الحلول في المنطقة.

ونوه فضل الله بالموقف الجامع الذي حصل في المجلس النيابي إزاء قضية النازحين السوريين، لكن لن يكون لذلك أي مردود إيجابي إن لم يتم التوافق على القيام بمبادرات عملية تجاه أصحاب القرار سواء في سوريا أو الدول المؤثرة في الواقع السوري والداعمة لبقاء النازحين السوريين.