علّق عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري المعارض ​سمير نشار​ على ما وُصف بمبادرة للرئيس الايراني حسن روحاني أعلن فيها استعداد بلاده للعب دور الوسيط في الأزمة السورية والتعاون مع الولايات المتحدة على مكافحة "القاعدة"، موضحا أنه "من حيث المبدأ لا نستطيع أن نقول ان هناك مبادرة، والامر هو عبارة عن تصريح سياسي لم تُعرف أبعاده أو يُترجم الى خطة أو مبادرة ضمن بنود معينة يمكن أن يبنى عليها أو يمكن تفسيرها"، لافتا الى أن"ايران حتى الآن لم تظهر موقفاً محايدا أو تبتعد قليلا عن النظام السوري، بل لا تزال دولة داعمة للعدوان على سوريا وتشارك بشكل فعلي وحقيقي فيه من خلال قواتها المباشرة وعبر قوات حزب الله وايضاً عن طريق ارسال ميليشيات شيعية من العراق".

ورأى في حديث صحافي أنه "كي تُترجم المبادرة الايرانية - اذا كانت لها صدقية - يجب أن تعلن ايران بشكل واضح وصريح أنها ستنسحب من سوريا، اي تسحب قوات الحرس الثوري الايراني وترفع هيمنتها عن سوريا وتطلب أيضا من حزب الله أن يسحب ميليشياته من داخل سوريا، اضافة الى الميليشيات الشيعية الأخرى التي تساند نظام (الرئيس) بشار الأسد"، مضيفاً: "اذا فعلت ايران ذلك يمكن حينها قراءة أكثر وضوحاً لتصريح روحاني. وحتى الآن أعتبر ان الغاية من هذا التصريح هي ربما الدعوة الى الحوار مع الولايات المتحدة ليس فقط حول الملف السوري وانما أيضا حول الملف النووي الايراني".

وعن امكان تفادي "الجيش السوري الحر" المواجهة مع "الدولة الاسلامية في العراق والشام" لاسيما أن هذا الأمر يجعل الجيش الحر مضطراً ميدانياً الى خوض مواجهة مزدوجة في لحظة حرجة، ويؤكد سياسياً وجهة نظر النظام بأنه يواجه الارهاب لاسيما تجاه الغرب، قال: "بالتأكيد أن ما قلته صحيح، ونحن لطالما أكدنا في مواقع عدة أن الأولوية هي لقتال بشار الأسد واسقاط نظامه، وكان الجيش الحر يتجنب باستمرار الدخول في اشتباكات مع ثوار دولة العراق والشام رغم أن لديهم بعض الممارسات الشاذة التي لن يوافق عليها لا الائتلاف ولا قوى الثورة والمعارضة في الداخل، أي الجيش السوري الحر، بغية عدم اشاعة فتن في المناطق المحررة تفتت الجهود التي نحاول أن نبذلها لتدعيم موقف الثوار ضد نظام الأسد واجرامه. وما حصل هو أن جماعة دولة العراق والشام التي تعتمد على مقاتلين أجانب ويحملون ايديولوجية غريبة عن سوريا والمجتمع السوري، بدأت تشعر كأنها بعيدة عن أي رقابة أو مواجهة معها من الآخرين فراحت تتمدد في الأجزاء المحررة في سوريا ولاسيما في المناطق الشمالية والشرقية، وقد أدى هذا التمدد الى اصطدامها في كثير من الحالات، وان كانت محدودة، مع قوات الجيش السوري الحر وفي أكثر من مكان".

وعما اذا كانت المعارضة السورية ترى اليوم أن من المناسب فتح حوار مع طهران وموسكو بعدما أثبتتا مكانتهما في المقاربة الاقليمية للأزمة السورية، إعتبر أنه "بالنسبة لروسيا حاولنا أكثر من مرة وعبر أكثر من وفد سابق من المجلس الوطني السوري زار موسكو، وايضا من خلال اجتماعات عدة خارج روسيا مع مسؤولين وديبلوماسيين روس سواء في باريس أو اسطنبول، ومع ذلك المواقف الروسية لم تتغير أبداً، بل نحن الآن امام موقف مشين للسياسة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين الذي يدعم النظام السوري بهذا الشكل".

وحول الاستنتاج القائل إن المعارضة خسرت أيضا اخيراً، رغم قبول النظام السوري بتسليم السلاح الكيماوي من خلال اختزال المجتمع الدولي الأزمة السورية بالملف الكيماوي، لفت الى أن "هذا الموقف أوضحناه منذ البداية وحتى منذ طرح المبادرة الروسية. نحن كنا متحفظين على هذا الطرح، ونرى أن هذه مبادرة ومناورة في الوقت نفسه تحمل تضليلا وخداعاً سياسياً ومحاولة لكسب الوقت من النظام السوري بمساعدة الحكومة الروسية للتخلص من مترتبات تجاوزه الخط الأحمر الذي عبّر عنه الرئيس باراك أوباما الذي أعتقد أنه فقد الكثير من صدقيته لأنه تعامل بطريقة وضعت صدقيته على المحك. وحتى الآن على ما يبدو نجحت روسيا في امتصاص الزخم الأميركي الذي كان موجودا عندما اعتبرت واشنطن أن هناك جريمة حرب واستخدام أسلحة كيماوية وقالت انها تملك الأدلة من خلال أجهزتها الاستخباراتية وليس فقط لجنة التحقيق الدولية على أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب. ومخيّب للآمال فعلاً الموقف الأميركي وأن تختصر القضية السورية بموضوع الأسلحة الكيماوية. ونحن نعلم أن موضوع الأسلحة الكيماوية سيمنح النظام السوري وقتاً طويلاً من المناورات ومحاولة تحصين مواقعه في سوريا. ونعم النظام السوري لا يزال يستمرّ في القتل وارتكاب الجرائم وابادة الشعب السوري".

وعما اذا كانت المعارضة السورية مطمئنة الى السقف الذي سيتبناه مجلس الأمن ازاء الملف الكيماوي لنظام الأسد، قال: "نحن في يقظة وحذر، حتى الآن التصريحات الأميركية تطالب بقرار قوي وملزم لكن لم نسمع من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه يريد قراراً تحت الفصل السابع ولاسيما تصريحاته البارحة والسابقة، التي تقول انه يريد قرارا صارما. لكن من أين تأتي الصرامة ان لم تكن تحت الفصل السابع؟ نخشى أن تذهب الصفقة السياسية بين الروس والأميركيين في اتجاه حصر الموضوع باستخدام ومصادرة وتدمير الأسلحة الكيماوية وهذا ربما يستغرق عاما كاملا ويتطلب أموالا كما ذكر بشار الأسد في تصريحاته مع "فوكس نيوز" وكأنهم أعطوه أكسجين اضافيا لنظامه لمدة تقارب سنة حتى يتخلص من أسلحته الكيماوية".