عد استشهاد محمد السمراوي في مخيم برج البراجنة قبل حوالى عشرين يوماً في اشتباك بين أفراد من حزب الله وآخرين فلسطينيين، شكّلت القوى الفلسطينية لجنة ضمّت ممثلين عن فصائل منظمة التحرير وآخرين من تحالف القوى المعارضة للمنظمة. مهمة اللجنة الرئيسة التواصل مع المسؤولين اللبنانيين وذلك لإيصال هموم الفلسطينيين الى مسامع القيادات اللبنانية بصوت موحد. اجتماعهم الأول كان الاسبوع الماضي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. أمس حطّوا رحالهم في حارة حريك. اجتمعوا مع رئيس المكتب السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد. بحث الحاضرون «في كل شيء»، بحسب أحدهم: في مسار المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وفي الحياة اليومية لأبناء المخيمات «وكيف يمكن تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين». كذلك ناقشوا في الوضع الامني للضاحية الجنوبية التي يقع فيها «مخيما شاتيلا وبرج البراجنة»، وكيفية الاستمرار في ترسيخ التهدئة.

اللقاء كان «ودّياً بطبيعة الحال»، كما يصفه أحد مسؤولي التحالف. وجزء كبير منه لم يكن «سياسياً». سمع السيد عن هموم اللاجئين التي يعرفها بالطبع. شكا المسؤولون الفلسطينيون عدم قدرة بعض سكان المخيمات على إدخال أبنائهم الى المدارس، حتى مدارس الأونروا شبه المجانية. لذلك سُئلت قيادة الحزب عمّا إذا يمكنها المساعدة في ما يتعلق بهذا الموضوع لجهة إدخال هؤلاء الطلاب الى مدارس حزب الله الذي وعد من جهته خيراً. كذلك بحث الحضور في إمكان استفادة بعض العائلات الفقيرة من الخدمات الاستشفائية التي يقدمها الحزب، خصوصاً مع تدني مستوى مستوصفات الأونروا في معالجة المرضى. أما في ما يتعلق بموضوع المفاوضات، فقد أكد الحزب ضرورة الحفاظ على المقاومة كخيار لتحرير فلسطين. أكد بعض الحاضرين هذا التوجه، معتبرين أن «خيار المفاوضات لم يوصل الى أي نتيجة سوى تحرير بعض الاسرى». وقال فتحي أبو العردات، أمين سر حركة «فتح» في لبنان، إن «المخيمات الفلسطينية في البرج وشاتيلا هي جزء من الضاحية الجنوبية»، معتبراً «أننا وأهل الضاحية في خندق واحد».

ولفت أبو العردات الى أن «الإطار الفلسطيني الموحد الذي يجمع الجميع هو قيادة فلسطينية موحدة أثبت في الأحداث الماضية نجاحه في معالجة كل القضايا»، مؤكداً «أننا سنستمر في تعزيز هذه العلاقة الوحدوية». ورأى أبو العردات أنه «يجب أن نقف جميعاً في مواجهة المخاطر التي تواجه القدس وأهلها ودعم صمودهم بكل الوسائل الممكنة».