رأت صحيفة "الثورة" السورية في افتتاحيتها ان لغة الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي تبدلت بين قدومه إلى دمشق ومغادرته لها وصولا إلى بيروت، مشيرة الى ان "هناك من رصد تغيراً في الكثير من مفرداتها، حتى وهو في دمشق بين لقاء وآخر، وربما بين طرف وآخر، ولا أحد يستبعد أيضاً أن يتحدث بعد مغادرته للمنطقة بلغة مختلفة، أو وهو في المنطقة كما حصل في بيروت".‏

وقالت الصحيفة ان "ما أخطأ فيه الابراهيمي في دمشق لم يستطع تصويبه في بيروت، وما تعجل في إطلاقه هنا من أحكام كرره ولو ببعض التغيير هناك، وما توارى به في دمشق أمام الأضواء، أضاف عليه في بيروت خارجها وبعيداً عن عدسات الكاميرات".

واعتبرت "الثورة" ان الابراهيمي "أفاض في المؤشرات المتعارضة التي يحملها في سياق توجهه، حيث لغة التفاؤل التي تعلو وتيرتها حيناً ومنطق التشاؤم الذي يسيطر معظم الأحيان، يدفع بالمسافة الفاصلة إلى أن تتسع وتكبر وبالمسار الذي يتحرك عبره إلى الالتواء والتعرج، مما يزيد من المتاعب التي تعترض مهمة المبعوث الأممي".

ولفتت الى ان "المتاعب لا تقتصر على اللغة الملتوية للمبعوث الأممي حسب المكان والتوقيت والظرف، بل أيضاً التراكمات والإضافات التي تفيض على تعرجاته التي يحملها خارج مهمته، سواء أكانت في الأجندات التي يعيد طرحها أم في الرسائل التي يريد إيصالها، حيث يخوض أحيانا في قضايا خارج اختصاصه ومهمته، وفي أحيانٍ أخرى يتعمد تجاهل ما هو في صلب مهمته، وفي مقدمتها تحديد الدول المعرقلة والرافضة للحل السياسي، ودور الجماعات التكفيرية والإرهابية وآلية مواجهتها وآلية التعاطي مع الدول الداعمة والراعية لها".

وفي مقال آخر، قالت "الثورة" ان الإبراهيمي "غرد داخل السرب وخارجه وكأنه يريد أن يرضي جميع الأطراف على حد سواء متناسيا دوره كوسيط أممي يستوجب منه الحيادية وعدم الانحياز لطرف دون آخر وها هو في نهاية المطاف يعترف بالحقيقة التي حاول أن يخفيها وهي أن من يمثلون الشعب السوري عليهم أن يتداعوا لإنقاذ سوريا، بينما نحن نرى عكس ذلك، فالمجموعات الإرهابية ومنظروها المعارضون في الخارج يمعنون بالسلاح قتلا وبالسياسة تعطيلا لأي حل سياسي دولي ينهي مظاهر الأزمة‏".