منذ أن خطف ابنها حسنين فجر الأحد في جرود بلدة نحله البقاعية عندما كان في رحلة صيد مع ثلاثة من أقربائه وعائلة شرف الدين في بعلبك تعاني الأمرين مع الإعلام، خصوصاً انها ومنذ اللحظات الأولى التي تبلغت خبر عملية الخطف قررت عدم الظهور أمام الكاميرات وعدم الادلاء بأي تصريح حفاظاً على سلامة ابنها من جهة، ومن جهة اخرى بناءً على نصائح حزبية تلقتها وعملت بها.

يصل مراسل تلفزيوني الى منزل العائلة في بعلبك، يليه مندوب المنطقة لإحدى الصحف البارزة وتزامناً يتصل مراسل إحدى الإذاعات طالباً اجراء حديث مسجل عن عملية الخطف مع أهل المخطوف أو مع أحد الذين كانوا برفقته حين دهمتهم سيارة البيك آب من نوع ميتسوبيشي في الجرد، غير أن الجواب الوحيد والموحد الذي يحصل عليه هؤلاء يأتي على الشكل التالي: "الوقت ليس للكلام والتصريحات وعندما تحين هذه الساعة سنعمل بأفعال آل المقداد".

تكتم العائلة لم يأت وليد الصدفة بحسب الأوساط المتابعة بل جاء تسهيلاً للمفاوضات الدائرة مع الخاطفين الذين ترجّح أوساط العائلة أنهم ينتمون إلى جبهة النصرة. وعن هذه المفاوضات تقول الأوساط المتابعة إنها غير مباشرة بين عائلة حسنين شرف الدين وخاطفيه بل تحصل عبر بعض فاعلي الخير الذين يستطيعون الوصول الى الجهة الخاطفة من خلال معرفتهم برعاة الماشية السوريين الذين يعيشون في جرود بلدة نحله وهم على علاقة بالمجموعات التكفيرية المقاتلة ضد النظام في سوريا.

وفيما تستبعد عائلة المخطوف الخلفيات السياسية لهذه العملية ترجح الأوساط المتابعة أن يكون الهدف منها هو طلب فدية مالية مقابل إطلاق سراح حسنين.

اما بالنسبة الى المعلومات التي تحدثت عن أن عائلة شرف الدين خطفت العامل السوري في بعلبك حسن أبو زيد لمبادلته بحسنين، فهو من الأمور التي تفضل العائلة عدم الغوص فيها لا من قريب ولا من بعيد وأفضل طريقة للإجابة بالنسبة اليها في الوقت الراهن هي عدم تأكيد الخبر وعدم نفيه، على إعتبار أن تضييع الجهة الخاطفة في هذه المرحلة هو أساس لنجاح المفاوضات.

هذا التكتم الذي تعتمده عائلة شرف الدين، ينسحب أيضاً على عائلة دندش التي كان أحد أبنائها ايضاً برفقة حسنين في رحلة الصيد التي حولها مسلحون سوريون مصيدةً لهم. فالتنسيق بين العائلتين قائم، ولا يترك آل دندش منزل شرف الدين حتى لو أن إبنهم تمكن من الفرار ولم يخطف كحسنين، وفي هذا الإطار تؤكد أوساط العائلة أنها مستعدة لأي خطوة عملية تقررها عائلة شرف الدين وأنها ستضع كل ما لديها من مقدرات بتصرف عائلة المخطوف للإفراج عنه.

إذاً "مهلة المفاوضات لن تطول كثيراً" يقول المطلعون على هذا الملف، ولكن من الآن وحتى، إعلان نهايتها تنفي عائلة شرف الدين علاقتها بأي بيان يحمل توقيعها عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي، وتقول في هذا الإطار "لو كنا نريد الكلام في هذه المرحلة لتحدثنا بالمباشر عبر شاشات التلفزة من دون اللجوء الى اصدار البيانات، لذلك كل بيان يحمل اسم العائلة عار من الصحة".