أكد الناطق الرسمي باسم حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة ​أحمد عساف​ أنه يوجد لدى الحركة قناعة مطلقة بأن الرئيس الفلسطيني الراحل ​ياسر عرفات​ مات مقتولاً، وبأن من يقف وراء عملية اغتياله هي إسرائيل، التي أعلنت واعترفت بمحاولتها اغتياله 40 مرة، ومحاصرتها له لثلاث سنوات، فضلاً عن أن رئيس وزرائها ووزير دفاعها في حينه أريييل شارون أكّد أنّ عرفات هو العقبة أمامه ويجب التخلص منه.

عساف، وفي حديث مع مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، قال إن هذا الموضوع واضح، وباللحظة التي تنتهي لجنة التحقيق الوطنية التي شكلت برئاسة توفيق الطيراوي من أعمالها لأجل امتلاك الأدوات والأدلة التي من شأنها أن تثبت هذه الجريمة على من ارتكبها وهي إسرائيل، ستعلن النتائج للشعب الفلسطيني والعالم أجمع لضمان محاسبة من ارتكب هذه الجريمة البشعة والاقتصاص منه.

هدفنا الوصول إلى الحقيقة الكاملة

وأوضح عساف أن لجنة التحقيق التي شكلت، يوجد بها اختصاصات متعددة، لضمان الوصول إلى نتائج حقيقية، كالجهات الجنائية والطبية والأمنية والقانونية والقضائية، وبالتالي الهدف الذي تعمل لأجله هذه اللجنة، هو الوصول إلى الحقيقة الكاملة وكشف الملابسات التي أحيطت باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، والإمساك بكل الخطوط حول هذه الجريمة.

وتابع: "نحن جددنا وأكدنا على أهمية الانتهاء من هذا العمل والوصول إلى النتائج المطلوبة لضمان القصاص ممن ارتكب هذه الجريمة".

واستبعد الناطق باسم "فتح" أن تمارس إسرائيل ضغوطا على السلطة الفلسطينية وتضع أمامها العراقيل والمعوقات كونها المتهم في هذه القضية، من أجل الوصول إلى الحقيقة، مشدداً على "أنه لا يوجد أحد في العالم يمكن أن يمنعنا من السير في التحقيقات التي تضمن الوصول إلى الجناة ومحاسباتهم".

وأضاف عساف: "نحن جربنا في السابق عشرات المرات فيما يتعلق بالتهديدات التي وصلت إلى حد القتل بحق الراحل ياسر عرفات، والابتزاز من أطراف عدة في العالم، لكن الموقف الفلسطيني لم يعرِ اهتماما لهذه التهديدات والضغوطات".

لا نخضع لأي ضغوط وتهديدات

ولفت عساف إلى أنه عندما هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة، وجرى الضغط عليه من قبل كل الأطراف الاقليمية والدولية، كانت النتيجة أنه ذهب وانتزع عضوية دولة فلسطين، وبالتالي التاريخ القريب يثبت بأن هذه القيادة ممثلة بـ"أبو مازن" و "​حركة فتح​" لا تخضع لأي ضغوط وتهديدات خارجية مهما كانت، وبأن الهدف الأول هو الوصول إلى نتائج لكشف حقيقة ما جرى في عملية اغتيال الراحل ياسر عرفات.

وأنهى عساف حديثه بالقول: "نحن بحاجة إلى الانتهاء من عمل لجنة التحقيق الوطنية والحصول على تقرير شامل يتضمن النتائج حول كل القضايا المتعلقة في البولونيوم وغيره، وعند الوصول إلى هذه النتائج ستكون الأمور واضحة لنا في حركة فتح ولشعبنا الفلسطيني والعالم أجمع وهذا ما سيجعلنا اتخاذ القرار المناسب من أجل الوصول إلى الجناة ومحاكمتهم، سيما وأننا مطلعون مع السلطة الفلسطينية على كل التقارير التي ترد إلينا من الخبراء والمحققون في القضية".

وكان الخبراء السويسريون الذين فحصوا عينات من رفات الراحل الفلسطيني ياسر عرفات، أكدوا أنهم وجدوا كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم السامة في رفاته، وأشاروا إلى أن التحاليل العلمية التي جرت في سويسرا لا تتيح البت ما اذا كان البولونيوم كان سبب وفاة عرفات، لكنهم شددوا في الوقت ذاته على أنه: "لا يمكن القول إن البولونيوم كان سبب وفاة عرفات، ولكن لا يمكن استبعاد ذلك، سيما أن النتائج تدعم منطقيًا فرضية التسمم.