أسفت "​جبهة العمل الإسلامي​" في لبنان "لانحدار الخطاب السياسي في لبنان وتخطّيه كل الحدود المعقولة والمقبولة وتجاوزه الخطوط الحمراء كما يُقال بشكل غير مسبوق ولا يوحي بالطمأنينة أبدا"، لافتة إلى أنه "من حق أهل​طرابلس​ الفيحاء العيش بأمان واطمئنان بعيداً عن أي تهديد داخلي وبعيداً عن أي ارتهان سياسي لأحد".

وحمّلت في بيان لها "مسؤولية اغتيال الشيخ ​سعد الدين غية​ لأصحاب الخطاب الإلغائي والإقصائي الهستيري المجنون"، معتبرة أن "ما جرى يوم الأحد الفائت من خطاب تحريضي مذهبي فاقع في المهرجان المسمّى "إحقاق الحق" انتصاراً لدماء الشهداء والجرحى واقتصاصاً من المجرمين الحقيقين "كما نفهم نحن" تحت سقف وعباءة وعدالة القضاء والقانون زاد الطين بلة وعقّد الأمور أكثر فأكثر ، وذلك لأنّ الخطابات الرنّانة الطنّانة والمواقف الخطيرة والمتشنجة والاتهامات الباطلة التي أطلقت بحق مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وبحق بعض العلماء والشخصيات الطرابلسية والشمالية كانت كافية جداً لتزيد المأساة مآسٍ جديدة، ولتزيد الشرخ الحاصل عمقا أكثر، وجرحاً اكبر، وبعداً وكرها، وتباغضاً وعداوة ما بعدها عداوة"، محذرة من أن "التمادي بهذا الأسلوب وبهذا الخطاب التشنّجي الموتور لن يُعيد الحق إلى أهله وسيزيد الأمور سوءاً وشرخاً وتعقيداً وأنّ المطلوب من الجميع السعي إلى وحدة الصف والكلمة، والعودة إلى لغة العقل والتعقل والحكمة وتحمّل المسؤولية، والعمل على لمّ الشمل وإعادة اللحمة والثقة والتعاون بين أبناء المدينة الواحدة، وكذلك الحرص الكبير من الجميع على المصلحة العامة ومصلحة طرابلس خصوصاً، وقطع دابر الفتنة العمياء على قاعدة كشف المجرم الحقيقي من قتل الشيخ سعد الدين غية وتفجير المسجدين وإحالتهم ومن معهم ومن وراءهم إلى القضاء لينالوا عقابهم المستحق ولتتحقّق العدالة المبتغاة دون أي تردد أو تدخل من أحد".