رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​عبدالمجيد صالح​ ان "الاتفاق الايراني ـ الغربي حول الملف النووي أتى نتيجة طبيعية ومنطقية لعقد من المفاوضات المضنية والشاقة، وسد فوهة البركان الذي كان يهدد منطقة الشرق الأوسط ان لم يكن العالم برمته"، معتبرا ان "مجموعة الدول الخمس زائد واحد وليس فقط الأميركيين كانوا أمام خيارين لا ثالث لهما، اما قطع المفاوضات وترك تداعياتها وسلبياتها تتحكم بمستقبل ومصير المنطقة، وإما الاستمرار بها للتوصل الى اتفاق يفتح باب الحلول السلمية أمام الكثير من الأزمات العربية وفي طليعتها الأزمة السورية، وهو ما عناه الرئيس بري بـ"صفقة العصر"، نافيا "ان تكون الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة هي وحدها المستفيدة من الاتفاق الايراني ـ الغربي، بل المستفيد هو كل الأقليات المهددة بتاريخها ومساجدها وكنائسها، بحيث يثبت الاتفاق مواقعهم كمكون أساسي في الفسيفساء المشرقية والمعادلات الاقليمية".

ولفت صالح في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى ان "الاتفاق الغربي ـ الايراني، قد يُشرع الباب واسعا امام حوار سعودي ـ ايراني ينهي حالة التشنج القائمة بينهما ويعيد وضع القطار السوري على سكته الصحيحة، بدليل توقف السعودية وغيرها من دول الخليج العربي عن رفضهم لاتفاق جنيف وذهابهم باتجاه تأييده وإن بحذر ملحوظ"، معتبرا بالتالي ان "حكمة ايران وبراعتها في ادارة المفاوضات مع الغرب، ناهيك عن تفادي النظام السوري للضربات الجوية الأميركية أعادت وضع محاربة الارهاب على سلم أولويات الغرب، وهو ما سيعطي النظام السوري دفعا كبيرا".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت طهران أرادت من خلال زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لها الرد على زيارة الرئيس ميشال سليمان للرياض، أكد صالح ان "بري لا يتاجر بالمواقف السياسية للآخرين أيا تكن أبعادها وخصائصها وهو غير معني بالمنفعة الشخصية والحزبية والطائفية، انما يبني تحركاته على أسس صرف قومية ـ عربية، وهو بالأساس متمسك بالدور السعودي في صياغة استقرار متين ودائم في المنطقة"، معتبرا بالتالي ان "زيارة بري لطهران أساسية في عملية التهدئة التي يتطلع اليها على مستوى المنطقة العربية، وما كلامه بأن السياسة تنطلق من طهران سوى كلام حق عن دولة أصابت في خياراتها وبرعت في تجنيب المنطقة تجـــرع الكـــأس المــرة التي حملها اليها ما سمي بالربيع العربي".

وفي سياق متصل أعرب صالح عن مخاوفه من "ان تشتد العمليات الارهابية والانتحارية في لبنان وسوريا ردا على اتفاق جنيف وانتقاما من نتائجه، خصوصا أن الحركات المتطرفة لا هدف لها سوى اغراق المنطقة في بحر من الدماء عبر زجها في أتون الفتن المذهبية والعرقية"، مناشدا كل من يدعم الارهاب لغايات سياسية وميدانية ومذهبية "اعادة قراءة ما يجري على المسرح الدولي بتأن وترو، وبالتالي اختصار المسافات عبر صعوده في قطار السلام الذي أطلقته طهران من محطة جنيف التاريخية".