أسف الوزير السابق ​زياد بارود​ لـ"التفنن" الحاصل بالرهان على المتغيرات الاقليمية ما يؤدي بنا لتعليق الحياة السياسية ووقف زمام المبادرة وكأننا عاجزون عن اتخاذ القرار والفعل مكتفين برد الفعل، لافتا الى أنّنا وبتصرفنا هذا نظهر للعالم أننا "مش قابضين حالنا جد".

ودعا بارود، في حديث لـ"النشرة"، لانشاء شبكة أمان بحد أدنى من التضامن الداخلي للتعاطي مع الملفات الداهمة التي تهدد البلاد وخصوصًا الوضع الاقتصادي وملف اللاجئين السوريين، وقال: "هذه ملفات تتخطى الاصطفاف السياسي الحاصل لأن تداعياتها ستكون على اللبنانيين أجمعين وليس على فريق دون آخر"، ولفت الى انّه واذا كانت السياسة لعبة مصالح، فمن مصلحة الجميع المشاركة بانشاء هذه الشبكة لحماية البلاد.

الخطر على الجمهورية ككلّ

واعتبر بارود أن حالة الانتظار التي يعيشها لبنان والمرتبطة بشكل مباشر ب​الأزمة السورية​ تلقي بثقلها على كل المحاور والجبهات انطلاقا من تمديد مجلس النواب لنفسه وصولا لاستحالة تشكيل حكومة والتخوف من أن يكون فخامة الفراغ رئيس المرحلة المقبلة، واصفا ذلك بالخطير جدا باعتبار ان رئيس الجمهورية لا يزال يمثل لبنان الرسمي وهو وجهه بعلاقاته بالخارج. وقال: "في حال انسحب الفراغ الى موقع الرئاسة الأولى فذلك سيترك تداعيات سلبية وكبيرة على صورة لبنان وموقعه كما على الوضع الداخلي". وحذر من أنّ "الخطر ليس على استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية فقط بل على الجمهورية ككل".

واستهجن بارود عدم التفات المعنيين لاقرار قانون جديد للانتخاب، مذكرا أن عملية تمديد المجلس الحالي لنفسه تم القبول بها كأمر واقع بعد ربطها بوجوب التوافق على قانون جديد تجري على اساسه الانتخابات المقبلة، واضاف: "لكن للاسف يتم تناسي الموضوع فالكل بحالة انتظار ورهان على الآتي من الخارج".

لا بيئة حاضنة للارهاب

وتطرق بارود للوضع الأمني، رافضا الحديث عن بيئة لبنانية حاضنة لـ"القاعدة" والارهاب، مشيرا الى أن أي ظاهرة لا تشبه تنوع وتاريخ المجتمع اللبناني مجرد ظاهرة عابرة لن تصمد بوجه التضامن اللبناني اللبناني.

وتحدث عن "فطريات" قد تنمو في بعض الزوايا نتيجة الانقسامات اللبنانية، مشددا على انه وفي حال اتخذنا قرار قيام شبكة الامان فلن يكون هناك وجود لكل هذه الظواهر الغريبة عنا. وإذ لفت إلى أنّ "الموضوع الأمني لا يرتبط فقط بعمل الأجهزة الأمنية التي تقوم بجهود كبيرة واستثنائية"، أوضح أنّ "الموضوع مرتبط بالحالة السياسية العامة باعتبار أن الاجهزة الامنية بحاجة لتزامن عملها مع مناخ يساعد على ضرب الفتنة واتخاذ قرارات جذرية وهو ما ليس متوفرا اليوم".

"عجائب ومعجزات"

وفي ملف اللاجئين السوريين، أثنى بارود على قيام مجموعة الدعم الدولية في دعم لبنان في نيويورك، مشددا على أن المطلوب أكبر من ذلك بكثير، متحدثا عن "عجائب ومعجزات" في هذا الملف. واضاف: "الموضوع كبير ويحتاج لقرارات كبيرة، ونحن حاليا نعالجه بتخديره موضعيا فيما المطلوب عملية جراحية كبيرة تعالج الموضوع بكليته".

واشار بارود الى ان الملف ليس عبارة عن مسألة ثنائية بين لبنان وسوريا بل يرتبط بكل الدول المعنية بالأزمة السورية، وقال: "لبنان لا يستطيع وحده معالجة الملف، هو فتح ذراعيه انسانيا للاجئين ويجب أن يكافأ على اعتماده سياسة الابواب المفتوحة ويُعطى ما يجب لمواصلة هذه السياسة".

وأوضح بارود أنّ المسألة اللبنانية بحدّ ذاتها صعبة ومعقدة خصوصًا أنّ هناك لبنانيين أصلا دون خط الفقر باتوا يعيشون اليوم في نفس القرى والبلدات مع نازحين سوريين يتلقون المساعدات الدولية، وسأل: "ماذا نقول لهم وهم لا تشملهم هذه المساعدات؟"