أبدت أوساط ضليعة في عالم الامن قلقها لصحيفة "الديار" من تنامي العاملين الفلسطيني والسوري على الساحة اللبنانية، فاذا كان رفد المقاتلين اللبنانيين للمسلحين في سوريا عنصر اساسي في تغذية التنظيمات الاسلامية المقاتلة هناك وفي طليعتها "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش"، أي "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، فإن أخطر ما في المسألة أن الرؤوس المخططة لرحلات الجهاد الى سوريا يتموضعون في المخيمات الفلسطينية وفي طليعتها "عين الحلوة" المخيم الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني وسط عجز حركة "فتح" التي كانت في ايام "العز" تشكل العامود الفقري العسكري في حكم المخيمات يعتبر من العوامل الاساسية لتنامي الحركات التكفيرية في المخيم، اضافة الى انه بات احدى ابرز محطات الوافدين الاجانب قبل توجههم الى المناطق السورية".
ولفتت الاوساط الى أن "التصاق مخيم عين الحلوة بصيدا شجع التكفيريين لاستهداف الجيش اللبناني بدءاً بحركة احمد الاسير في عبرا وانه لولا وجود المخيم لما تجرأ الشيخ المتواري عن الانظار في استهداف الجيش اللبناني، حيث ساند "جند الشام" الاسيريين في قتالهم ضد المؤسسة العسكرية وسط الكثير من الاسئلة التي تتمحور حول مكان الاسير في مخيم "عين الحلوة" والتزامه الصمت المطبق، علماً أنه مولع بالاطلالات الاعلامية ما يشير وفق المحللين الى أن المذكور أعاد ترتيب أولوياته الامنية بإعتماد العمل السري الذي غالباً ما يؤدي الى نجاح العمليات الارهابية".
ولعل اللافت وفق الاوساط أن "هناك خيطاً سرياً يربط بين عاصمة الجنوب صيدا وعاصمة الشمال طرابلس حيث تدير غرف العمليات الظلامية عمليات القتل باستعمال السيارات المفخخة وان الخيط ذاته يمتد الى عرسال وغيرها حيث تتدرج العمليات بشكل مكثف وكأن هناك تكتيكاً متبعاً هدفه إرباك الجيش اللبناني وتشتيت قدرته من خلال توزع العمليات الارهابية بين المناطق المذكورة، فالعمليتان اللتان استهدفتا الجيش في منطقة مجدليون والاولي تبعتها عملية استهدفت موقع تبديل لـ"حزب الله" في صبوبا لينتقل الامر الى طرابلس اثر ظهور امير "جبهة النصرة" ابو محمد الجولاني في احدى الفضائيات حيث تم القاء قنبلتين يدويتين على دورية للجيش اللبناني في باب التبانة اضافة الى اطلاق نار كثيف تحية "لامير النصرة".
وأشارت الاوساط الى أن "القرار في تنفيذ معظم العمليات في قبضة فلسطينيين وسوريين معاً حيث باتت طرابلس مخطوفة من قبل المسلحين السوريين كما ان صيدا باتت تحت امرة الفلسطينيين من تنظيمات التكفير علماً ان غالبية سكان المدينتين يرفضون بشكل مطلق المساس بالقوى الامنية خصوصاً وان العمليات الامنية دمرت طرابلس اقتصادياً واجتماعياً وان صيدا تسير على نفس الطريق وينسحب الامر على عرسال التي باتت الكلمة الفصل فيها تعود الى مسلحي "النصرة"، الذين يفوق عددهم عدد سكان المدينة البقاعية الحدودية حيث باتت حديقة خلفية ومحطة استراحة لمقاتلي المعارضة السورية التي اصبحت في قبضة التكفيريين ميدانياً بعد القضاء على "الجيش السوري الحر" الذي لم يكن سوى تسمية لا تحمل مضموناً في الواقع الميداني".
وأوضحت الاوساط أن "الهزة الامنية الكبرى قد تحصل في منطقة الناعمة وادي الزينة على الطريق الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب، خصوصاً بعد فشل الاسير في تحقيق هذا المخطط بهدف الفصل بين الخزان الشيعي في الضاحية والجنوب، لا سيما وان المنطقة المذكورة كانت محطة لسيارات مفخخة تم الكشف عنها قبل ان تتوجه الى أهدافها، ووفق المراقبين ان المطلوب في هذه المرحلة ارباك "حزب الله" من خلال قطع الشريان الحيوي الذي يربط المناطق الشيعية ببعضها بعضاً ووضع الحزب في معركة الدفاع عن النفس في الساحة اللبنانية للتخفيف على المسلحين التكفيريين في منطقة القلمون لا سيما وان "مؤتمر جنيف 2" بات على الابواب، حيث يحاول كل فريق أن يجمع أكبر عدد ممكن من الاوراق لرميها على طاولة المفاوضات".