أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أنه "أن يقول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ـ أول من أمس ـ في مؤتمر صحفي في جنيف: "إن الغرب بدأ يدرك أن بقاء الأسد في السلطة أقل خطراً على سورية من الإسلاميين". وأن يعلن في المؤتمر ذاته المبعوث العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي، "أن محادثات جنيف قد تدوم طويلا، وتنفيذ بنودها يستغرق وقتا طويلا أيضا"، وفي الوقت نفسه يستمر النظام السوري بقصف المدن وزيادة عدد المجازر والضحايا.. فهذا يشير إلى غياب الجدية في إنهاء الأزمة السورية، إلا إن كان ذلك يوافق الهوى الروسي بإبقاء الأسد في السلطة، وهذا يعني عدم إنهاء الأزمة لأن الثورة لن تتوقف حينها، ويصبح مؤتمر جنيف 2 – حتى وإن طالت محادثاته – من غير معنى أو جدوى".

وأكدت أنه "لا شيء يبرر للروس عرقلة قرار أممي يدين استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة في حلب، فالمسألة صارت واضحة وهي حماية النظام السوري حتى ولو كان الثمن أرواح الأبرياء، وربما يكون بشار الأسد قد أخذ الضوء الأخضر من روسيا لفعل كل ما يضمن تفوقه قبل أن يواجه استحقاق "جنيف 2"، تدعمه نتيجة الخطة التي برمجها على الأرجح مع الروس بالتخلي عن بعض المدن للجماعات الإسلامية المتشددة، والنتيجة تخويف دول الغرب من سيطرة تلك الجماعات على سورية مما يضعها أمام خيار بقاء الأسد في السلطة لأن فصائل المعارضة الأخرى غير قادرة على حسم المعركة. غير أن هذا الخيار لن ينهي المعركة وستدوم الأزمة طويلا ولعل هذا هو ما يعنيه الإبراهيمي بتصريحاته".

ورأت أن "الإشكالية الأكبر تكمن في أن مصلحة الشعب السوري ما زالت مغيبة عن جميع حسابات الدول الغربية الراعية لمؤتمر "جنيف 2"، والتي تتجاهل الحقيقة الوحيدة التي لا بد من إعلانها بوضوح قبل المؤتمر وهي إنهاء حكم الأسد والبدء بالمرحلة الانتقالية، أما التحذير الخجول للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من أن "مؤتمر جنيف 2 لن يكون ناجحا إذا أكد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة"، فهو لن يقدم أو يؤخر إن لم تتبعه خطوات عملية تتعاون فيها فرنسا مع القوى الكبرى، فتجبر الأسد على وقف قتل المدنيين والاستعداد لمغادرة السلطة التي أساء استخدامها كما لم يفعل حاكم عبر التاريخ".