جاء أعضاء «إقليم لبنان» في حركة فتح أمس من مختلف المناطق اللبنانية الى «قاعة ياسر عرفات» في السفارة الفلسطينية. عقدوا مؤتمرهم الثالث لانتخاب أعضاء الساحة اللبنانية. حمل المؤتمر اسم الشهيد «أبو علي إياد ــ عمروش فلسطين»، الذي كان مسؤولاً عن تدريب أبناء الضفة الغربية إبان انطلاقة الثورة الفلسطينية. حضر «مسؤول الساحة اللبنانية» عزام الأحمد الى بيروت يرافقه مسؤول الأقاليم الخارجية جمال محيسن لمراقبة سير العملية الانتخابية.

كانت الإضافة هذه المرة بحضور مسؤول إقليم سوريا سمير الرفاعي الذي «نقل ما يعانيه مخيم اليرموك وأبناؤه لمسؤولي الحركة»، كما يقول قيادي في فتح. هكذا، اجتمع الفتحاويون لانتخاب 15 عضواً من أصل 46 مرشحاً لقيادة الاقليم الذي بلغ عدد أعضائه 165 عضواً.

في الجلسة العامة، ألقى كل من محيسن والأحمد وأمين سر منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العرادات كلمات أشادوا فيها بـ«إجراء انتخابات الأقاليم في مواعيدها تطبيقاً للنظام الداخلي للحركة». واستمع ممثلو فصائل التحالف ومنظمة التحرير الفلسطينية الى كلمة محيسن التي قال فيها إن «ما يجري في عالمنا العربي حالياً هو خريف أميركي وليس ربيعاً عربياً»، معتبراً أن الولايات المتحدة تسعى الى «تحويل الصراع العربي ـــ الاسرائيلي الى صراع مذهبي يشعل المنطقة ويفتت الدول العربية لتبقى إسرائيل الاقوى بينها»، ومؤكداً أن «الولايات المتحدة هي العدو الأول للعالم العربي». وتميز التمثيل الديبلوماسي بحضور كل من صبري زادة مستشار السفير الايراني وخالد أنيس مستشار السفير المصري.

خارج القاعة وقف بعض الفتحاويين لتدخين سجائرهم. استغلوا الوقت لتأمين التأييد اللازم للائحتين المتنافستين. اللائحة الأولى قديمة جديدة يترأسها أمين سر الاقليم الحالي رفعت شناعة و7 آخرين من أعضاء الاقليم. أما الثانية فيترأسها محمد زيداني وتضم أيضاً أعضاءً حاليين. وبالعودة إلى الكلمات التي ألقيت في القاعة، عبّر الأحمد أيضاً عن ضرورة «التمسك بالنظام الداخلي، فهذه الخطوات تساهم في تطوير عمل المؤسسات الحركية كافة في الساحة اللبنانية التي تعتبر رديفاً لساحة الداخل». وقال القيادي الفتحاوي إن المفاوض الفلسطيني «متمسك بالثوابت الوطنية، والقيادة الفلسطينية تخوض مختلف أساليب النضال لتحقيق حقوق شعبنا الثابتة وغير القابلة للتصرف». وفي حديث إلى «الأخبار» انتقد الأحمد «أداء وسائل الاعلام تجاه المخيمات الفلسطينية». وقال عن إجراء فتح انتخاباتها في موعدها المحدد في بلد يعاني من شلل ومهدد بالفراغ إنه دليل على «الديموقراطية الفلسطينية». من جهته، شدد أبو العردات على عدم «التدخل في الشأن اللبناني الداخلي ورفض كل المحاولات التي تجري لزج المخيمات في الصراعات القائمة في المنطقة». وطالب بضرورة «العمل على الاهتمام بفئة الشباب، خصوصاً أن هناك من يحاول التغرير بهم». تنتهي الكلمات. يطلب من الإعلام الخروج لتتحوّل الجلسة مغلقة. بقيت تلفونات الفتحاويين مغلقة طوال الليل، وحتى فجر اليوم لم تكن نتائج الانتخابات قد صدرت بعد.