رأت سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست ان "مواجهة العنف في المنطقة عبر تقييد حرية التعبير او حرية تكوين الجمعيات تتناقض مع حقوق الانسان الاساسية وتؤدي الى نتائج عكسية، وقد اثبتت التجارب الماضية ان هذه التدابير لا تزيد من الامن ولا تحل الازمات السياسية وانما تسبب المزيد من عدم الاستقرار".

كلام ايخهورست جاء خلال حفل استقبال أقامته تكريما للصحافة اللبنانية في بيت اوروبا في اليرزة، حيث لفتت الى ان "السلك الدبلوماسي الاوروبي يكرم الجسم الصحافي في لبنان، اقرارا بالدور الاساسي لوسائل الاعلام الحرة والمتنوعة في المجتمعات الحرة والمتنوعة في لبنان والمنطقة واوروبا".

واسفت "لأن وسائل الاعلام باتت في عام 2013 اكثر استقطابا وبات الصحافيون سجناء احداث المنطقة، فتراجع لبنان ثماني مراتب بحسب تصنيف المؤشر العالمي لحرية الصحافة، وهناك تقارير موثوقة عن الصحافيين اللبنانيين انهم اكثر عرضة اليوم للاعتقال التعسفي وسوء المعاملة، وفي هذه الظروف يجدر عدم الاكتفاء بالبكاء على اطلال هذا الواقع بل المبادرة الى معالجته".

وأشارت الى "ان هذا الوضع لا يقتصر على لبنان، فعمل الصحافيين الميداني يزداد خطورة وتتم اعاقته اكثر فأكثر في العديد من الحالات. فقد قتل اكثر من 70 صحافيا حول العالم في العام الماضي، ثلثاهم في الشرق الاوسط وتستمر سوريا في كونها اكثر البلدان خطورة بالنسبة الى المراسلين الذين يتم استهدافهم بصورة مباشرة ومتعمدة".

وقالت: "نتيجة لذلك بات الوصول الى المعلومات الموثوقة عن سوريا مقيدا وبالغ الصعوبة، ومنذ بداية الحرب دفع العديد من الصحافيين والمواطنين الصحافيين حياتهم ثمنا لحقنا في المعرفة والاطلاع".

واكدت ان "على وسائل الاعلام من ناحيتها الا تحرض على التطرف وانما ان تروج للاعتدال والتوافق وبناء السلام"، مشجعة "التنفيذ الواسع النطاق للمبادئ المذكورة في ميثاق الصحافيين لتعزيز السلم الاهلي في لبنان (من ضمن مشروع ممول من الاتحاد الاوروبي) بهدف دعم السلام من خلال العمل الصحافي المسؤول، ومن شأن الميثاق الذي وقعته في 23 حزيران الماضي اكثر من 34 مؤسسة اعلامية ان يشكل اداة قوية لتعزيز السلم الاهلي عبر بناء جسر من الصدقية والثقة بين وسائل الاعلام اللبنانية والجمهور".

وأملت ايخهورست "ان تتمكن النساء والرجال المسؤولون عن وسائل الاعلام في المستقبل من العمل في بيئة اكثر انفتاحا وحرية وفي اجواء اكثر امانا، حتى تشعروا انتم صانعو الخبر بالرضى المهني ونستمتع نحن الجمهور حتى النهاية بابداعاتكم".

ثم كانت كلمة وزير الاعلام ​وليد الداعوق​ القاها نيابة عنه مستشاره اندريه قصاص الذي "مل أن تتشكل حكومة جديدة في الساعات القليلة المقبلة، ومن ثم الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي بحد أدنى من التفاهم لانتخاب رئيس جديد للبلاد، فنعيد بذلك إلى حياتنا الديمقراطية بعضا مما فقدته، وتكون محطة مهمة تؤسس لمرحلة جديدة من عمر الوطن".

واكد قصاص "أن الإعلام اللبناني لاعب أساسي في المعادلات الايجابية للسياسة الداخلية، وهو بذلك مؤهل لدفع الأمور في الاتجاه الصحيح، ولتصويب بوصلة بعض الذين يخطئون في تحديد الأهداف الوطنية المفترض أن تكون مجردة من الغايات الشخصية والمصالح الفئوية الضيقة".

اما نقيب المحررين ​الياس عون​ فالسفيرة ايخهورست على "ضيافتها الاستثنائية وهذا شيء لا يفاجئنا لانها تمثل الاتحاد الاوروبي احسن تمثيل ومعرفتها بالخصوصية اللبنانية، اضافة الى نشاطها اليومي لتحسين العلاقات وللتقارب ومواجهة التحديات"، مؤكدا "ان الصحافيين اللبنانيين سيظلوا ملتزمين بنقل وجهة نظر الاتحاد الاوروبي وان يكونوا منفتحين على تعاون اكبر".