سألت صحيفة "الوطن" السعودية عن "كيفية نجاح أي مفاوضات مع النظام السوري وآلته العسكرية تقتل حوالي 2000 من المواطنين خلال فترة حواره مع المعارضة في "جنيف 2" بإشراف دولي؟ وهل يقبل العقل من نظام يتهم من يحاورهم بالإرهاب أن يقبل بتسوية سياسية لتهدئة الأوضاع في سوريا، وإنهاء الصراع الدائر فيها؟"

وأشارت الصحيفة إلى أنه "قبل مغادرتهم مع انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات انصبت تصريحات أعضاء وفد النظام في الإصرار على عدم رحيل بشار الأسد، مما يعني أن المؤتمر محكوم عليه بالفشل مسبقا، فالعالم كله يعرف أن رحيل الأسد هو الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، ولا خيارات أخرى مهما حاولت بعض الدول دعم الأسد ليستمر في الحكم".

وأضافت: "لذلك لم يكن غريباً أن تصدر أول من أمس الدول الإحدى عشرة الرئيسة في مجموعة أصدقاء سورية بياناً تحمّل فيه النظام السوري مسؤولية عدم التقدم في المرحلة الأولى من مفاوضات النظام والمعارضة في "جنيف 2". فألاعيب النظام ليست خافية، وهو يمارسها ويعرف أنه مكشوف لكنه يتمادى مستندا إلى الدعم الروسي في مجلس الأمن حيث لا يمكن اتخاذ قرار صارم تجاهه، وبالتالي لن يتورع عن فعل أي شيء مادامت روسيا تدعمه بصورة غير مسبوقة".

ورأت أنه "حين تعرب تلك الدول من مجموعة أصدقاء سوريا عن صدمتها (لاستمرار النظام في استراتيجيته التي عنوانها "موتوا جوعا أو استسلموا" التي تمنع مئات آلاف الأشخاص في دمشق وحمص وغيرهما من تلقي الطعام أو الأدوية)، وتستنكر استخدام القوات النظامية السورية للبراميل المتفجرة، فإن ذلك يفترض أن يجعل روسيا تراجع حساباتها لعلها تسهم في إنهاء الأزمة بدل أن يكون دعمها للنظام وتزويده بالأسلحة جزءا رئيسا من أسباب معاناة الشعب السوري، لكن الواضح أن ذلك لن يحدث على المدى المنظور، فالغاية من استدراج الأطراف والدول الأخرى إلى "جنيف 2" لم تكن أكثر من طريقة لمنح النظام وقتا إضافيا لتمديد الأزمة إلى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة منتصف العام الجاري، وإلى أن يحين ذلك الموعد قد تحدث متغيرات لصالحه".

واعتبرت أن "من الأفضل أن تؤخذ بعين الاعتبار مناشدة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي للقوى الدولية بالضغط لإجراء مناقشات جادة في الجولة الثانية من المحادثات بين النظام والمعارضة".