يا مريم يا خير النساء..

أنقذي لبنان الجميل، وردّي لمصر الكنانة الأمن والأمان، إنّك حاضرة في وجدان الزمن والإنسان والكون حياكِ، ومجّدك وأعطاكِ، واسمُك الجللُ والاحترامُ ولعبادة لله، في القلوب محبّة، أنتِ عشقٌ وقداسة، تسكنين أعلى مراتب الشرف والرفعة، أنتِ رسالة الصدق والعفة، والقدرة على التعفف والحشمة، بأمر إلهيّ، أنتِ إشارة وفعل وإدراك للصفاء والطهر، محفوظ اسمك بالعُلا، في عمق القلوب المؤمنة، حقًا للمعرفة الناطقة بالحق والفضل والحكمة والإيمان، أنتِ السيدة العذراء صاحبة القول والفعل الصادق الأمين، اسمُك مقرون دائمًا بالسيادة والفضل إن الله اصطفاك وفضّلك على نساء العالمين واجتمع حولك ومعك كتفٌ على كتفٍ كلّ إنسانٍ حرّ مؤمن، وكان للمسلمين في الشرق، وفي قلب لبنان، ومصر الكنانة إخوة أشقاء متحابون، متوافقون على كلّ خير منك ولك، وكيف لا؟! وأنت يا مريمُ خيرُ النساء في العالمين بأمر إلهي مكين، فلا رجعة أمام أمرك ولا تأخر أمام نهيك بإذن الله.

احتفل بك القرآن الكريم، وهو اليقين، يا سيّدة أكرمك الله بقرآنه المجيد، أيتها البتول العذراء، يا صاحبة القدرة والمقدرة يا صاحبة الفضل والقيمة، يا من مجّدك الله، وتمّ ذكرك في القرآن، في آياته أربعًا وثلاثين مرّة وحدك، ومرّاتٍ مع ابنك سيّدنا المسيح عيسى بن مريم عليكما السلام، يا سيّدة في هذا العالم يا طاهرة، يا والدة أمجد البنين قرة أعين مصر، ردّي لها الأمن والأمان وادعي الله بأن ينصرها على الباطل ويبارك بأهلها الكرام، ويخذل أمر من يقف ضدّها لمآرب شخصية وانتهازية لحكمٍ جائر أو غرض ذليل.

يا سيدة، يا خير النساء في العالمين إنّ الله تعالى أرسل لك الملائكة، بقوله تعالى "إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".

الله الله يا سيّدة يا عظيمة يا كريمة يا من ولدت عظيمًا وأيّده الله بروح القدس يا صدّيقة، يا قانتة، يا من نفخ الله من روحه بكِ، وصدّقت بكلمات ربّك وكتبه، بحقّك عند الله يا مريم، وبحق ابنك السيد المسيح، وبحقّ سيّد الخلق محمدٍ صلى الله عليه وسلّم – أنقِذ لبنان يا إلهي، بحقّ من أحببت وأوجدت وخلقت وأرسلت، بحقّ الأنبياء كلّ الأنبياء، احفظ مصر ولبنان بحقّ الطاهرة المطهّرة المصطفاة العذراء، إجعلنا نخطو بالله خطوات نبيّنا العظيم محمدٍ صلى الله عليه وسلّم.

"منْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".

ارحمنا يا رحيم برحمتك وأنقذ لبنان من الشرّ والأشرار واهدِ أهله إلى الصراط المستقيم، ورُدّ لمصر أرض الكنانة والمحبة أرض الإيمان بك، رُدّ له الأمن والأمان، تأييدًا لقولك عزّ وجلّ: " اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ".

قد يقول البعض أنّ الاعتماد على الدعاء انهزام إرادة، وتراجع عن الواقع والاقدام، فالله بعزمه وجبرته قال: " ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، فالدعاء مع الاستجابة نصر لله تأكيدًا على ملكوته وقوته، ووحدانيته وإمرته وفي عدم الاستجابة نصر لله أيضًا، أكيد مؤكد لقوله تعالى: " إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ".

لأنّ في ذلك عبر، والدعاء مخ العبادة، فيا عذراء ادعي لنا، لخلاص لبنان أرض المحبة، ولمصر المحروسة أرض الكنانة.