ينشغل مجموعة من النشطاء الفلسطينيين الذين دأبوا أن يشاركوا مراراً في فعاليات الأسرى التي تنظمها المؤسسات الرسمية والفصائلية في قطاع غزة، في إعداد وتنظيم الوقفات التضامنية التي تتنوّع أفكارها بشكل يومي، بعد أن قرروا أن يتحدوا تحت إطار مجموعة شبابية أطلقوا عليها اسم "نشطاء لأجل الأسرى"، لتكون بمثابة نقطة الانطلاق وقضية مركزية بالنسبة لهم على طريق تحرير والتضامن مع آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

ولا تقتصر هذه الفعاليات وغيرها على الوقفات التضامنية فحسب، بل تشمل الاجتماعية التي أخذت طابعاً مختلفاً للأسرى من خلال مشاركتهم في مناسباتهم الاجتماعية، وحتى في أعياد ميلادهم، ومجموعة "نشطاء لأجل الأسرى"، وطنية شبابية تشكلت قبل عام من قبل نشطاء فلسطينيين، كانوا يشاركون منذ سنوات في فعاليات تضامن ودعم للأسرى، تتركز نشاطاتها على ابراز معاناة الاسرى داخل السجون ومعاناتهم لا سيما المرضى منهم.

نسعى لخلق حالة وعي جماهيري

"رسالتنا للسجان الإسرائيلي بأن الفلسطينيين لن ينسوا أسراهم"، هذا ما أكدت عليه الناشطة الفلسطينية، والناطقة الإعلامية باسم المجموعة سماح أحمد، من خلال الأنشطة التي يقومون بها، والتي تتركز بشكل مباشر على إبراز معاناة الأسرى وخصوصاً المرضى منهم، ودهم أهلهم وذويهم من خلال التواجد معهم في كافة المناسبات خارج الأسر.

وفي حديث لـ"النشرة"، تقول أحمد: "إن ما نسعى إليه، هو خلق حالة وعي جماهيري جديدة تجاه قضية الأسرى، خاصة أن عام 2013، كان مؤلماً في تاريخ الحركة الأسيرة، وشهد اعتداءات متكررة بحقهم، إذ سجل حالات استشهاد عديدة للأسرى داخل السجون، فضلاً عن وجود أسرى مصابين بالسرطان وبأمراض مزمنة مختلفة.

وشدّدت الناشطة أحمد على أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لعملية قتل ممنهجة داخل السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المجموعة تنظم وقفات تضامنية باستمرار معهم سواء في حال حدوث أي طارئ داخل السجون، أو نقل أسرى للعزل الانفرادي، فضلاً عن استقبال المحررين على معبر بيت حانون/إيرز شمال غزة.

وأضافت أحمد: "لا ننتمي لأي أحد، نحن لأجل الأسرى وسنبقى عهداً ووفاءً لهم، العلم الفلسطيني هو شعارنا الذي نرفعه في كل فعالياتنا كنوع من إعادة الاعتبار لقدسيته التي غابت في خضم الفصائل".

وتنشط المجموعة الشبابية، في محافظات قطاع غزة الخمس، وفي مدن الضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 48، وتعتمد على التمويل الذاتي من خلال أعضاء المجموعة.

نحن موجودون معكم

وفي سياق متصل، تلفت الناطقة الإعلامية باسم المجموعة، إلى أنه ومن خلال هذه الوقفات والزيارات، صحيح أنهم لن يستطيعوا الافراج عن الأسرى، لكنهم يتضامنون معهم ويدخلون الفرحة على أبنائهم وذويهم، للتأكيد على "أننا موجودون معكم".

ودأبت المجموعة التي ينتمي إليها أعضاء من فصائل فلسطينية في غزة، على تنظيم استقبال للأسرى الفلسطينيين الذين تنتهي محكوميتهم، وتُفرج عنهم "إسرائيل" على معبر بيت حانون/إيرز، بشكل مستمر، فضلاً عن مشاركاتهم في أعياد ميلاد العديد من الأسرى من خلال مفاجأتهم لهم في منازلهم، كالأسيرة هناء شلبي التي فاجأتها المجموعة بعيدها في منزلها بغزة، والأسير المريض إبراهيم البيطار بعد أن أقاموا له حفل ميلاد في الصليب الأحمر مع أهالي وذوي الأسرى.

واللافت في هذه المجموعة، وجود أسرى فلسطينيين محررين بين أعضائها، يشاركون في الفعاليات التضامنية والاجتماعية وغيرها وأصبحوا جزءًا مهماً في هذه المجموعة، من فصائل فلسطينية متعددة.

هذا ما عهدناه

وإلى جانب الوقفات التضامنية التي تأخذ طابعاً سياسياً ووطنياً، تنشط المجموعة في صور تضامنية مختلفة مع الأسرى المحررين، وذوي الأسرى الذين لا يزالون خلف القضبان، من خلال تنفيذها لبرنامج: "بسمة أمل"، الذي يتمثل في زيارات ميدانية من بيت أسير الى آخر، من خلال التواصل مع أهاليهم ومشاركتهم مناسباتهم المختلفة، وتحاول المجموعة إدخال الفرحة والبهجة على قلوب أمهات وزوجات وأبناء من بقيِ أبنائهم خلف القضبان، إلى جانب الأسرى المحررين.

الأسير علاء أبو ستة، الذي تحرر ضمن الدفعة الأولى من أسرى ما قبل "أوسلو"، بعد أن اعتقله الاحتلال قبل نحو (20 عاماً) وحكم عليه بالمؤبد –99 عاماً– بتهمة قتل جنود إسرائيليين، كان أحد الذين زارتهم هذه المجموعة بعد أن قرر دخول القفص الذهبي.

ويقول المحرر أبو ستة في حديثه إلى "النشرة"، "هذا ما عهدناه من أبناء شعبنا الفلسطيني، أن يكونوا السباقين دوماً في الوقوف معنا ومساندتنا ونحن خلف قضبان السجون، وخارجها".

ويتابع المحرر: "أسعدني جداً وأنا أرى هذه المجموعة تدخل بيتي، وتهتم بشؤون الأسرى والمحررين، وذويهم ويمارسون نشاطات مميزة على الأرض" .

ولفت أبو ستة، إلى أن وجود هذه المجموعات والفعاليات الفلسطينية، يلعب دوراً مهماً في التضامن مع الأسرى سواء كان على المستوى المحلي والدولي، والأهم أنه بعيداً عن الفصائلية.

ويضيف: "في هذه المجموعات تتكاتف كل الجهود، ويكون لها صدى أكبر وتأثير جيد".

- للاطلاع على مزيد من صور المجموعة، اضغطهنا