أعربت "هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة" في سوريا عن القناعة بأن "استبدال السفير الأميركي ​روبرت فورد​ سيكون له آثار ايجابية على طريق حل الأزمة السورية وعلى تحسن علاقة الولايات المتحدة بقوى المعارضة السورية الأخرى"، موضحة أن "فورد لم يكن يهمه انتقال سوريا إلى نظام ديمقراطي حقيقي".

وفيما إن كان السفير فورد خلال توليه الملف السوري منفذاً للسياسة الأميركية أم موجهاً لها، أوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة ​منذر خدام​ في حديث لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أنه "لا شك أن السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد كان بمثابة قائد أوركسترا، يقرر ويتابع ويدير جوقة ممثلي المتدخلين الغربيين والخليجين المكلفين بالشأن السوري، وهو اللاعب الرئيس فيما يتعلق بتشكيل المعارضة الخارجية ودعمها وتمويلها وتأمين الاعتراف الدولي لها، وهو كان قد أعلن ذلك صراحة في أكثر من مناسبة".

وتابع "لم يكن فورد معنياً أبداً بحل الأزمة السورية بل في نفخ النار تحتها وإدارتها كي لا تخرج عن إطار سوريا، ويبدو لي أنه كان ينفذ سياسة بلاده تجاه سوريا الذي هو بالتأكيد من كبار صناعها خدمة لمصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، ولم يكن يوماً معنيا بإسقاط الأسد على عكس ما كان يُصرح به كثير من المسؤولين الأميركيين في وسائل الإعلام ليقولون عكسه في لقاءاتهم الخاصة، بل لم يكن يهمه انتقال سوريا إلى نظام ديمقراطي حقيقي بل تدميرها وإخراجها من معادلات الشرق الأوسط نهائياً ولعقود من السنين، وهذا ما تحقق له للأسف".

وفيما إن كانت الهيئة تنظر لتغيير المسؤول الأميركي عن الملف السوري مؤشراً لتغيير مقبل في السياسة الأميركية تجاه الملف السوري، رأى خدام أنه "ربما يحصل ذلك خصوصاً وأن الأزمة السورية بدأت تخرج عن إطار التحكم بها لتنتقل إلى دول الجوار وصارت سوريا مفرخة لقوى الإرهاب، وهناك في الواقع مؤشرات عديدة على ذلك منها تخوف البلدان الغربية من الإرهاب القادم من سوريا، وعدم موافقة الولايات المتحدة على تسليح المعارضة، ومواقف تركيا وقطر المستجدة ومحاولتها فتح ممر حتى ولو ضيق تجاه السلطة السورية عبر إيران، وصدور قوانين في السعودية وغيرها من دول الخليج تجرم الجهاد في سوريا، وكذلك التغيرات الحاصلة في مواقف مصر، وتنشيط العلاقات الاستخباراتية الغربية مع زميلتها السورية وغيرها كثير، يضاف إليها تفرج الدول الغربية على النظام السوري كيف يقضي على الجهاديين في القلمون دون تحريك ساكن، وتعرض الائتلاف المعارض لضغوطات تركية ربما تجبره على نقل مقره إلى القاهرة".

وحول رؤية الهيئة للمبعوث الأميركي الجديد والمأمول منه، أوضح المعارض السوري "في مجمل الكلام، إن تغيير روبرت فورد باعتقادي سوف تكون له أثار ايجابية على طريق الحل السياسي للأزمة السورية، وربما تحسن من علاقة أميركا بقوى المعارضة الأخرى ومنها هيئة التنسيق الوطنية، من سوء الحظ أن تفجر الأزمة الأوكرانية سوف يزيح الأزمة السورية من واجهة الاهتمام الدولي وبالتالي سوف ننتظر بعض الوقت لنرى نتائج تغيير السياسة الأميركية ومنها تغيير صانعها ومنفذها روبرت فورد على الأزمة السورية".