لقد تعلَّمنا منذ صغرنا، أنَّ كلمة معجم هي مُرادِف لكلمة قاموس الذي بدوره يشرح الكلمات بطريقة أبسط وأسهل أو يقدِّم لنا معانيٍ مختلفةٍ للكلمة عينها أو شارحاً معناها وأصلها. هناك أنواعٌ وأنواعٌ من القواميس في مختلف المجالات الاجتماعيّة، الاقتصاديّة، الطبيّة، السياسيّة، الدينيّة، المُدُنيَّة، العائليّة، الجغرافيّة والمعلوماتيّة... وهناك أيضاً معاجم تقدِّم لنا أضداد الكلمات.

لقد تعلَّمنا منذ صغرنا، أنَّ كلّ دولة لها حدودها الجغرافيّة، لها شعبها الأصيل ولها مؤسساتها وأنظمتها الخاصة بها. كما أنَّ لها سيادتها، حريّتها، كرامتها وكيانها الخاص بها. كلُّ دولةٍ لها لغتها، ثقافتها، تاريخها، فنّها ولها اسمها.

لقد تعلَّمنا منذ صغرنا، أنَّ لكلِّ دولةٍ اسمًا واحدًا وليس من دَولتَين لهما الاسم عَينه. أمّا في عالمنا اليوم، فنرى هناك بعض الدول أصبحت أسماؤها مترابطة بعضها ببعض أي عندما أقول اسم دولةٍ ما، أربط بها مباشرة دولةً أخرى. لذا لدينا معجم الدُول الجديد بشقَّيه المرادف والمُضاد.

عندما نتكلم اليوم عن دولة إيران يخطر على بالِنا فوراً دولة سوريا إمّا بسبب تحالفهما السياسيّ أو العرقيّ أو الطائفيّ أو بسبب علاقتهما الوطيدة بين بعضهم. عندما نتكلم عن الولايات المتحدة الأميركيّة يخطر على بالِنا إسرائيل أو جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة بسبب تحالفهم السياسيّ مع بعضهم البعض. عندما أقول تشيكوسلوفاكيا القديمة أعني بها اليوم جمهوريّة التشيك وجمهوريّة سلوفاكيا. وفي الوقت عَينه، هناك اختلافات في الآراء وفي السياسات، لذا عندما أتكلم عن قوّة الولايات المتحدة الأميركيّة أتكلم أيضاً عن قوّة روسيّا أو الصين في المقابل. عندما أتكلّم عن المملكة العربيّة السعوديّة، آتي على ذِكر جمهوريّة إيران الإسلاميّة بالمقابل.

نعم، إنّه معجمٌ جديدٌ، يعبِّر عن مدى ارتباط الدُول بعضها ببعض إما لعوامل سياسيّة، اقتصاديّة، إمّا لتحالفات عالميّة أو تجاريّة أم نفطيّة. نعم، إنَّه قاموسٌ جديدٌ نتعرَّف عليه اليوم ونكتشفه يوماً بعد يوم لأنَّه غير موجود عِلمياً ولكن في خطر تهديد كيان الدول صاحبة سيادتها وحريّتها. للأسف نسمع اليوم بتعابير هذا القاموس في الصالونات وفي الجرائد والصحف وفي الوسائل الإعلاميّة.

عِلمٌ سياسيٌ جديد في عَالم السياسة وقابلٌ للدراسة والدرس في علم اللغة، مع الأمل بالحفاظ على كيان كل دولة في شرعيتها واستقلالها. هي ظاهرة سياسيّة متداولة في المجتمعات لتشمل السياسة والعلاقات الدُوليّة وأهل السياسة معاً.