كما دخل "حزب الله" إلى الميدان السوري بقرار استراتيجي، فهو لن يخرج منه إلا بقرار مماثل. هذا ما تؤكده مصادر مقرّبة من الحزب، نافيةً كلّ ما يُحكى ويُشاع عن إمكانية انسحابه من المعمعة السورية بعد حسم ​معركة يبرود​ وما تبقى من معارك متفرقة في القلمون وريف دمشق، وبالتالي تحويل كل المنطقة الحدودية مع لبنان الى منطقة آمنة.

وتؤكد المصادر أنّ خروج الحزب من سوريا مرتبط بالحلّ النهائي للأزمة، وبـ"القرار الخارجي بالعدوان على سوريا"، متسائلة: "ماذا لو خرج الحزب وبعدها قرّر المعتدون وضع خطط جديدة للهجوم؟"

وإذ تلفت المصادر الى ان موضوع الانسحاب غير مطروح حاليا وغير وارد، تستهزئ بالتحليلات التي تربط ما بين تطور الاوضاع في الداخل اللبناني وامكانية انعكاسها على مهمات "حزب الله" في سوريا، جازمة بأن الحكومة وبيانها الوزاري كما الانتخابات الرئاسية وكل ما هو مقبل من استحقاقات سياسية وامنية على لبنان في كفة بالنسبة للحزب والمشاركة بالقتال في سوريا في كفة أخرى، باعتبار أن هذا الملف "اقليمي دولي كبير، أكبر وبكثير من لبنان ومشاكله الداخلية التفصيلية".

وقد لا يشهد عام 2014 الحالي خروج عناصر" حزب الله" من سوريا، وبحسب المصادر فان الأزمة التي كان من المتوقع أن تطول سنوات، قد تنتهي في الاشهر الاخيرة من العام الحالي. وتضيف: "نحن نعيش حاليا في الربع الأخير من الأزمة والحل النهائي يحسمه الميدان"، وتلفت الى ان عدم تحديد موعد للجولة الجديدة من مؤتمر جنيف 2 يندرج باطار "ترك الكلمة لما يحصل على الأرض، وهي الوحيدة القادرة على حسم الأمور وصولا لحل نهائي".

ولا يخطط "حزب الله"، بحسب ما تؤكد مصادر مقربة منه، للقتال في حلب أو غيرها من المناطق، وتنحصر مهماته العسكرية، في محيط دمشق والمناطق الحدودية، "وبالتالي حتى ولو تم حسم المعارك فيها فسيظل يحميها ولن يتركها الى مناطق أخرى، فالمبرر لذلك غير موجود أصلا طالما الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني قادرة على اتمام المهمات الملقاة على عاتقها".

وتعتبر المصادر ان منطقة يبرود باتت "بحكم الساقطة عسكريا"، مشددة على أنّ المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، وأضافت: "كل المنافذ اليها تمت السيطرة عليها لكن الحل السلمي يبقى مطروحا ولكن بشروط النظام السوري، اي انّه قد يوافق فقط على تأمين منفذ للمسلحين شرط تسليم أسلحتهم".

بالمقابل، تؤكد مصادر المعارضة السورية في القلمون أن المعارك مستمرة ومحتدمة في بلدات السحل ومزارع ريما مشددة على ان لا تقدم يُحسب لا للنظام ولا للمعارضة.

وتشير المصادر الى معارك كرّ وفرّ حاليا في السحل التي يسيطر الجيش السوري على القسم الأكبر منها. وتضيف: "الا ان قوات المعارضة بالمقابل تسيطر على تلال السحل المرتفعة والتي تعد مواقع استراتيجية في المنطقة".

وتجزم المصادر بأن قوات الجيش السوري النظامي وعناصر "حزب الله" لم يصلوا بعد الى مداخل يبرود، لافتة الى ان المعارك لا تزال بعيدة عن المدينة ومداخلها حيث يتمترس آلاف من مقاتلي المعارضة.

هكذا إذًا، فإنّ قرار الحزب محسوم. الانسحاب من سوريا لن يحصل بـ"كبسة زرّ"، تمامًا كدخوله إلى سوريا، وبالتالي، ومهما ارتفعت الأصوات اللبنانية من هنا وهناك، فإنّ الحزب باقٍ حتى ينجز المهمّة التي يصرّ على أنّها تأتي حماية للبنان في الدرجة الأولى..